عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2011, 11:23 PM   #7
عبد الكريم العدواني
 







 
عبد الكريم العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة شخصيات عظيمة ( أدباء ، علماء ، إعلاميون ، شعراء ، مخترعين ) متجدد باستمرا

المتنبي وكافور الإخشيدي

الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) . و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور: كفى بك داء أن ترى الموت شافياً
وحسب المنايا أن يكنأمانيا فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور: لا تشتري العبد إلا والعصا معه
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم
من علم الأسود المخصي مكرمة
أم أذنه في يد النخاس دامية

إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
وقد بشمن وما تفنى العناقيد
إلا وفي يده من نتنه اعود
أقومه البيض أم آباؤها لسود
أم قدره وهو بالفلسينمردود واستقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته، والتي كان مطلعها: عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد ويقول فيها أيضا: إذا أردت كميت اللون صافية
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه
وجدتها وحبيب النفس مفقود
أني لما أنا شاكٍ مِنْهُمَحْسُودُ وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةً يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها: ألا كل ماشية الخيزلى
وكل ناجة بجاوية
فدى كل ماشية الهيدبى
خنوف وما بي حسن المشى وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار
لإذا فزعت قدمتها الجياد
إما لهذا وإما لنا
وبيض السيوف وسمرالقنا وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه . لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام والعراق وفارس. وبعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. ومدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
بي شهوة الحلم القديم..
وضحكةً..
بعد التنائي..
قد اختفتْ !
أخر مواضيعي
عبد الكريم العدواني غير متواجد حالياً