مشـــــاهدات في وجوهـ افتراضيــــــة...!
.
.
[mtohg=#2b0f5e]http://img102.herosh.com/2011/01/10/639940686.jpg[/mtohg]
لامعة وبراقة صورة الاشياء على ارضية تلك المربعات اللامعة والا متناهيه.. تـُحدق مثلي بخطوط سنتيمتريه كسكة قطار.
غير انها لا تجيد سوى ترجمة تلك الاصوات التي تثيرها طرق الاقدام الناعمة اكثر من غيرها ..
طلاسم ضوئية اوحت لرامبرانت* ان يلعب بمساقط التعبير على وجوه ابطاله.
لكنها في هذه البقعة اكثر تحولا من سابق العهد بها.
يتساوون حين تدبر اجسادهم عن المتطفلين والمتصنتين على حديث الوجوه, ويصبحون اكثر تشابها.
هم اكثر تعالقا حين يتناجون فيما بينهم بأبجدية المكان.
ما تراه جد عميق حتى على اكثر اجهزة السونار حداثة.. لن تستطيع سبره والفتك بمعالمه.
هو افتراضي بكل شيء... هذا المكان جائر في رسم بورتو ريه اكثر دهشة منك يا رامبرانت.
حمى تستعدي المكان الذي يجمعهم ويفرقهم الى اقطار الارض. الانفس معلقة بحرفان تنهي كل هذا العناء, يجب ان تحصل على كلمة السر" ok" لكي تنتقل الى مرحلة افتراضية اخرى اكثر حرية من سابقتها..
ارقبهم من عدة زوايا, كم اتمنى ان اُعطى الف عين والف انسان كي اعيش ازمانهم المختلفة.. ولا اشك اننا نتوافق في الكثير من اساليب المكر و الايثار.
تتعثر انوفنا حين تحاول وشم تلك الروائح المختلطة وتصنيفاها .. وكأنها اصبحت هي الاخرى افتراضية, لا تحترم تذمر الاخرين واعجابهم.
القانون الرقمي هو السائد بين بني البشر الطارئون .. الآن, هنا الجانب الايمن من الدماغ اكثر نشاطا وتسامحا مع قرينه, لاستحالة قيامه بكل هذا العبء.. التغيرات الفسيولوجية مدفوعة بقيم اخرى ذاتية تجعلنا اكثر قابلية لفكرة التحول من قبح الشرنقة الى رقة الفراش أو العكس.
الصيغ السردية متقنة في نصوصها المسرحية, والكل يتحرك وفق وقته المسموح به فقط.. صنمية المشاعر التي تعودتها اعننا في الاسواق التجارية والشوارع نادرة الحدوث.. هناك حالة من التعاطف يصل حد التكلف, في مقابل تفتيت الثواني واقتسام الخطرات.
صديقي محمود يطلب منى ان ارسم "الوجدان" مجردا.. او الحزن او البخل.. دون جدوى لم يفلح خيالي في رسم الاطار فضلا عن رسم المحتوى.. لكن هذا المشهد أسطوري ويستهلكني اكثر من غيره.
تستطيع ان تكون شاعرا جيد, اذا حاولت قياس المسافات التي تفصل كل شخص عن الاخر, وتستطيع ان تكون فيلسوفا اذا ما تجاهلت هذا العالم الطاغي ببشرية نادرة التلاحم.
الدائرة التي تجمعهم مغلقة.. قد يغريك المشهد اكثر من ذي قبل رغم تكرار الثنائيات الابدية التي نختلقها, لنجعل من انفسنا ملائكة او شياطين.
كل الممارسات التي تمت تخضع لقانون الطواري الملزم بمراجعة اكثر صرامة بين النفس والنفس.
يحين موعد اقلاع الطائرة لنترك كل تلك الوجوه المنسية ورقصات البالية المتقنة في تلك الاروقة الهائلة وعلى مقاعد الانتظار الوثيرة..
ليتكرر نفس المشهد عشرات المرات في مطار آخر.
ــــــــــــــــ
* "رامبرانت" فنان هولندي 1606م من اهم رسامين البورتوريه.
.......
براااق الحــازم
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 10-01-2011 الساعة 09:52 AM.
|