[جسد بلا قلب]

كنت أهيم على وجهي في هذه الدنيا الفسيحة ..

وتهت بها أيما تيه حتى أخذ التعب مني مأخذه ، فأصبحت خاوياً ، كذاكـ الذي خاوياً من الوجد والهوى .

فوجدت بستاناً يانعاً به من كل الثمار ، من كل مالذ وطاب ، ودخلته فوجدت صاحب البستان ، فأستقبلني

أيما إستقبال ورحب وقال البستان لكـ بكل مافيه ، كل من ثمارهـ ، وانعم بظلاله ..

فمكثت به زمناً كالنحلة من ثمرة إلى أختها .. ومن ظل إلى أخر ..

وكنت أشكر الله على نعمه وفضله ، لقد وجدت بالبستان أناس مثلي خالطوني وخالطتهم ، أفادوني

وأفادتهم ، حتى في أمور الدين قبل الدنيا ، فالحمد لله والمنه ..

وذات يوم أتاني صاحب البستان ، وشكرني على حسن أدبي ودماثة أخلاقي ..

وقال لي :

لقد ذهب عنا إخوة كرام كانوا يساعدونني في حراسة هذا البستان ، حتى وصل إلى ما وصل إليه بفضل الله ..

وإني بحاجة لكـ أن تكون حارس معي على هذا البستان ، وليس عليك سوى أن ترحب بكل الزوار..

دون إستثناء وأن تدلهم على كل الأماكن الجميلة بالبستان حتى يستفيدوا منها ، ويفيدونا بإقتراحاتهم البناءة ..

ولي طلب مهم ألا تدع أحد يزرع بالبستان غير الأزهار والثمار المفيدة ..

وكل زهرة بجنب إختها وكذلك الثمار ..

فتخيل يابني لو نبت شجر الحنظل بالبستان ، أو اهمل ونبتت به الأشواكـ ..؟

حينها تذكرت تلكـ الأيام التي كنت تائهاً بها حتى وجدت هذا البستان ، وأنتهت مرحلة التيه ..

فأجبته بنعم كخدمةً لمن كان تائهاً ، وكشكرٍ مني لمن كان يعمل حارساً مثلي من قبل على ماقدموا لي

ولكم من قبل ..

فاللهم أدم علينا هذا البستان بينعه وثمره ، وأصلح أفئدة من يهوي إليه ..

وأغفر اللهم لمن كان سبباً بجمعنا فيه ولوالديه ..

واللهم ربنا أصلح لنا أزواجنا وذرياتنا ونياتنا وتب علينا ..

كونوا بخير فلن تظاموا ..