لا وألف لا
حتى تُوضَع الأمورُ في نصابِها
ما لم يَكُن هناك كُليّات متخصصة ومستشفيات خاصّة بالنساء يُديرها
ويُشرِف عليها من بناتنا ذوات الكفاءات ويُستقدم لتدريبهن فيما يقصرن
عن الإلمام به كوادر نسائية مُتَخَصِّصَة من دول العالم المختَلِفة
فالأمر يدعو للريبة ويُثير تساؤلات عن المغزى الحقيقي لعمل المرأة
في هذه البيئة الملغومة
أم أنه لا يوجد من نساء العالم المتقدم أجمع من هي محل الثقة
والمرأة متخلّفة ومحدودة القدرات في جميع أصقاع الأرض ولابد
من وجود الرجال في أماكن عملهن كموجهين لما يجب عليهن القيام به
ذلك تناقضٌ ساقطةٌ نوازعه
.
من عَمِل من أصحاب الفِطَر السليمة والغيرة الصادقة في مثل هذه البيئات
يرى بأم عينه ما يندى له الجبين من التجاوزات الشرعية والأخلاقية
ومن أُشّرِبَ قلبه بالشهوات فلا يرى فيما حَذَّرَ منه المصطفى صلى الله عليه وسلّم
بأساً في تمييعه وتطويعه باسم الانفتاح على نهج الغرب وكأنهم أنبياء نتعلّم منهم الدين
الخالد كما نتعلّم منهم نجاحاتهم وإخفاقاتهم في أمور الدنيا الفانية
.
دعاة الاندماج والاختلاط ينعقون بعدم تقسيم المجتمع وتقطيعه أوصالاً
وينادون بالتلاحم والالتفاف بين النساء والرجال ضد من يُريدون تمزيق
هذه الوحدة الشريفة العفيفة الطاهرة
وأنّ العدل والمساواة بين الجنسين لا تتأتّى إلا عندما يُحدِّق كلٌ منهما
في الآخر ويصبح كلٌ منهما جنباً إلى جنب يُؤثّر ويتأثّر بالآخر
بل صديقاً للآخر فمن غير المعقول أن يكون الجنسين في خندقٍ واحد
ويتعاملون مع بعضهم كالآلات دون مشاعر وأحاسيس
وإلا أصبح هنا خللاً في مفاهيم الرجولة والأنوثة
وأن ما اختاره لنا الله ورسوله في تنظيم هذه العلاقة لم يتفهمها
بشراً قط على وجه هذه البسيطة اللّهم إلا إياهم
فهم يرون من أنفسهم مشرعين ومفتين ومفكرين ونحن
قاصرين عن ما أتاهم من الوحي وناقصي إيمانٍ وقاصري تفكير
لا يسعنا إلا الانصياع لشهوانية رغباتهم ورعونة تفكيرهم
وافر الشكر