
01-02-2011, 09:19 AM
|
|
الحــــــــــبيب .. خــــــــــــــالد الفيـــــــــــــصل.
.
.
[frame="7 80"] اصلح الله الأمير..
المسألة ليست معناة الناس.. نحن نشعر أن الدولة كلها تعاني, وتتكبد الخسائر الفادحة التي لا علاقة لها بمئات الملايين التي تـُحثى في وقت الكوارث أو خروج المسؤولين الكبار عند الأزمات.
لقد دمر فارٌ مملكة... وانهار سد مأرب.
وهنا سأكون صريحا معك.. ليست المسألة تهاون شخص ـ أو فساد مشروع او مخطط انشأ في وادي أو مدينة بلا تصريف ... !
هناك خلل كبير ايه الأمير في منظومة الإدارة التي تدير مدينة جدة وكيانها الاقتصادي والحضاري ... هذه هي مخرجات تلك الإدارة التي تعاقب عليها مسؤولون كبار وامناء ومهندسون وخبراء واستشاريون وشركات عالمية دُفع لها مئات الملايين!
أن الخلل يتجاوز الطين والحجر...بل هو في الفكر الذي يدير اقتصاد المدنية, في بنيتها الديموغرافية.. في سلطة راس المال, في توجهات تنمية المدينة وخططها الاستراتيجية الطويلة الامد, في ضياع الهوية وانكسار همة الشباب واحساسهم بالانتماء.
هذه هي مخرجات تلك الادارة ... مدنية محطمة هزيلة بكل ما تعنيه الكلمة من معني.
كيف العيش في مدينة تفوح برائحة المجاري من جميع اجزائها, ومدينة لاتأمن من السقوط في حفرها ومجاريها الخربة في أي شارع من شوارعها.. ولا تأمن من مداهمة عصابات المتخلفين او غدرات السيل في ليل او نهار, او ضياع مالك في مكاتب سماسرة العقار, مدينة تشعر ان الاغراب والخونة هم من يعبث في مفاصل يومياتها اهلها ومصيرهم وحوائجهم, مدينة ترفض ابنائها بينما يتسيد المغترب والمتخلف على تجارتها وشركاتها؟
سيدي:..
ليست معاناة الناس بالشيء اليسير. لكني اجد ان وطني يعاني بسبب تراكم الاخطاء الفادحة التي ترهقه عام بعد عام.. فتـُصرف كل طاقات الدولة وامكاناتها في معالجة تلك الاخطاء المتراكمة التي شكلت حالة من الاستنزاف المستمر.
اولا:..
للقين والثقة اللذان يعشان في نفس الناس الذين "يحبون حكامهم بصدق وامانة " استنزاف هذا اليقين وهذه الثقة ليس في " مشاريع أمانة مدينة جدة " بل يتعداه الى ما هو اكبر.
ثانيا:..
اهدار لثمرات التنمية الكبرى. فحين تجير كل الطاقات الهائلة من مؤسسات اغاثة ومجهود الدفاع المدني وهيئات الدولة ووزارتها وميزانيتها, وضياع الجهد والوقت ومصالح الناس وارواحهم.. من اجل سد ثغرة واحدة من ثغرات الفساد الذي كبر ثم كبر امام اعين جميع الوزراء والوزارة المعنية وامراء المناطق خلال اربعين عام وأكثر.
مع ان طريق السلامة كان واضح للعيان, تكلم فيه الاف المخلصون.. وكان يمكن ان يحفظ للجميع هيبته وللدولة اموالها ولناس ارواحهم وممتلكاتهم.
"فار صغير اصبح تنين بألف راس.. يأكل كل ما يقدم له"
هذا مربك جدا لدولة بحجم قارة .. ومربك ايضا لمدينة بحجم جدة التي بنيت وخططت على مسطح من الرمال المتحركة... دون وازع من دين او يقظة ضمير خلال هذه الفترة الطويلة من تنمية هذا الوطن المعطاء.. مربك في حق رجال هم اهل عزيمة وإرادة نعرفهم جيدا "كخالد الفيصل"
سيدي:...
اشعر ان هناك من يأكل من جسد هذه الدولة ويحاول أن يوهن كيانها ويحطم عنفوانها وعزها.. هناك إجرامٌ مبيت, يستغل كرم الكرماء ونبل العظماء. إجرامٌ لا يومن سوى بما يملك ولا يقنع الا بما يُملك. ولن يشبع او يقنع.. ولو كانت النتيجة دمار البلد على ساكنيه. "مجسدا في الفساد الاداري والاخلاقي والتلاعب بالمقدس.. ابتدأ بالطعن في ثوابت الوطنية الحقة والعدل الوظيفي.. وانتهاء بالنفاق والمتاجرة بالشعارات والتستر على الاخطاء القاتلة"
لقد ضاعت ميزانية اربعين عاما في بناء مدينة تحمينا وتشعرنا بأنا امة منتجة عظيمة تستحق المنافسة والوقوف بندية مع مدن وليدة لم تبنى سوى في بضع سنوات... وسوف تضيع ميزانيات هائلة ومجهودات كبيرة ويهدر وقت ثمين في الاصلاح ليس لنكون ندا لغيرنا بل لمحاولة البقاء احياء والتمتع بما يحفظ ماء الوجه...ويستر اجساد الفقراء.
أن الالم الذي يعصر نفوسنا يتجاوز معاناتنا اضاعفً مضاعفة ايه الفنان.
انه حلم اللوحة الخالدة والعروس البكر.. الذي اصبح رعبا قابع في خيال ابنائنا وغـَصة في حلوق النساء والشيوخ.
تساؤلات حرّى كثيرة ايه الأمير كانت في مخيلة عشرات الشباب المتطوعين حين كنا على جسر الملك عبدالله وفي طريق الحرمين ساعة الذروة بعد ظهيرة يوم الاربعاء 22/2/1432 .. كنا نتعامل مع افهام طائشة واعينٌ دامعة ورعب تملك الكبار والصغار, وهلاكٌ من كل مكان ...
من يحمل وزر كل هذا؟
لصالح من هذا العذاب ؟
من قبض ثمن الموت الذي وزع على تلك القلوب...من نزع الوطن من قلوب اهله؟
اميرنا الحبيب...
ارجوا أن تشعروا بما نشعر حين تجتمعون الى الطاولة المستديرة ... ان " شعبكم " يؤارقة هم الوطن وقوة الوطن وهيبة الوطن وعز والوطن ومعانات الوطن.
ثم شاركونا العزاء.
..
.
[/frame]
براااق الحـــازم.
جدة.
الثلاثاء
28/2/1432
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 01-02-2011 الساعة 09:31 AM.
|