بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا ضيقة البارحة غير عن كلّ ضيقة حاولت أعدّيها وعيّت لا تعدّي
أمس الحزين كان هو آخر يوم لحياة شاب في بداية حياته ( يا لهذا التناقض ) ...
نعم .. بداية حياته ..
كان المستقبل يلوّح بيده لـ عبدالعزيز وأي مستقبل ؟؟؟
كان عالم الطبّ سيفخر برجل طموح ومثابر مثل عبدالعزيز. هذا الرّجل الذي فرض نفسه رغم كل الصعاب التي واجهته من تعب ومنافسة وتحدّي في العاصمة ليحجز بذلك مقعد لمستقبل مشرق .
يومه ؛ جدّ واجتهاد لا تجد الرّاحة في مجلس يومه مكان ليس لتتربع فيه بل لتمر مرور الكرام ، وينتهي يومه بعد سهر وعناء لساعات متأخرة حاملاً هاتفه المتنقل ليضبط المنبه لصلاة الفجر ومن ثم يكمل ما بدأه الأمس .
لكن حالت الأقدار دون ذلك ... ولم يكن يعلم أن ما فرح لأجله بكينا بسببه ، إتّجه لمركبته فرحاً بها كعادته ولم يكن يعلم أنّها تربّصت به
وبعدها ... اغتالت ذلك الشاب الطموح فرحل ...
ومن ثم ...
تعبت العين وعانت من ظلم قلبي لها وقسوته فاشتكت لي زاجرة فقالت : كفى إنّ منبع الدمع قد جفّ !!!
فملأ قلبي ذلك المنبع دماَ ليواصل حزنه على فقدان من دام يحبه .
رحل ... نعم رحل ... لكن ترك لي الكثير؛ ترك: الابتسامة الشجاعة المثابرة الطموح الغيرة الالتزام ...
والله ليس لأنك ابن عمي ولكن قد فرضت احترامك عليّ وفرضت عليّ أن تكون قدوة لي في طريق النجاح .
اليوم كتبت هذا على ورقة وكان قلمها إصبع يدي والحبر من دمعاتي المتناثرة على تلك الورقة خسارة كم تمنيت لون الكتابة بغير الأحمر ..
اليوم .. استيقظت من النوم من غير نوم ( هكذا هي الحال بعد رحيلك ) وبعدها
مررت على المقابر هذا اليوم *** بسفح الحصن طالباً غفران الفقيدا
فسالت ادمع العينين حزنا *** وتحنانا فبللت الخدودا
سلامَ معشر الاموات انّا *** لقينا بعدكم عيشا نكيدا
وكيف يطيب للمكلوم عيش *** وأحباب له سكنوا اللحودا
إذا ما خلتهم تلقاء عيني *** تكاد بِيَا الفسيحة أن تميدا
أننساهم؟ وكيف الخل ينسى *** وقد عشنا بهم زمناً مديدا !
وقفت على ضريح أخي وقلبي *** يصفق بين أضلاعي شريدا
فناديت العواطف في فؤادي *** وإحساسي قفا نبكي الفقيدا
شقيقي مهجتي يا نور عيني *** مزارك لو دنى مني بعيدا
سقا الله الليالي يوم كنا *** نعيش بها على الدنيا السعودا
مضت تلك الليالي مسرعات *** كأنّا ما قضيناها عقودا
إلى الله الكريم أبث حزني *** واحسب ان ميتنا شهيدا
الهي لاتؤاخذني فإني اكّن *** لسيدي حبا شديدا
يفوق الوصف بل كل القوافي *** وما قلبي الذي يبكي حديدا
أرى الدنيا بدون أخي جحيما *** وبهجتها على قلبي قيودا
إلهي إن في جنبي قلب *** له شجن يجرحه الصدودا
فكيف وخله في القبر ميت *** فمهما أن شوقا لن يفيدا
ولست على قضائك يا الهي *** جزوعا لا ولن ابغي الخلودا
أيّ عبدالعزيز ...
بحثت عن شيء أتذكرك به ويخفّف عني فوجدت بريدي يزخر برسائلك فعجبت !!!
كيف تتواصل معنا ؟ وتجعل رسائلك رمز لإهتمامك بنا وإنك لم تنسانا رغم ما كنت عليه من إنشغال..
فعدت للبكاء ثانيةً ...
احترت ماذا اختار منها فاخترت هذه (القرآن الكريم المباشر Live Holy Quran )
أتمنى من رأى الرابط أن لا يحرمك الأجر ...
ختاماً : {{ كل نفس ذائقة الموت }}..
وكل الذي أتمناه أن يفتقدوني الناس بعد رحيلي من هذه الدنيا مثل ما افتقدناك.
وداعاً عبدالعزيز والله لن أنساك ...
(( اللهم اغفر له وأرحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله - إن كان محسناً فزد في حسناته وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه اللهم وسع في قبره ونور له فيه ربنا تقبل دعاء ))
[/FONT]