عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2011, 12:22 AM   #48
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ¤©§][§©¤][ ركن الطفل][¤©§][§©¤

نكمل قصتنا على لسان والدة اسامة


جاءتنا دعوة من مركز ابني لحضور الاحتفال باليوم العالمي للتوحد والذي كان بأحد المراكز الترفيهية
الدعوة طبعا للعائلة جميعاً
لم تكن لدينا فكرة عن كيفية هذا الاحتفال .
ورغم ذلك قررت أن اخذ أبنائي الصغار
لم أتوقع أن ترغب بناتي الكبار في الذهاب معي ...
قلت ربما يرفضون ...
لكن فوجئت بأنهن يردن الذهاب
يقولون الدعوة عائليه ونريد أن نرى معلمات أسامه وأصدقائه ...

وذهبنا مبكرا ...
كان المكان منظما عبارة عن ورش تعليمية من بعد المغرب للعشاء
ومن بعد العشاء عبارة عن فقرة المسرح والمسابقات
بالإضافة إلى وجود فرقة إنشادية
بدأنا بالورش وكانت متنوعة قسم للتلوين والرسم
وقسم للطبخ
قسم للتلوين على الوجه وقسم للطباعة وقسم للأعمال الفنية وهكذا..

لا اعرف كيف اصف لكم الحال وقتها مهما تكلمت لا استطيع أن انقل مشاعري كاملة بذلك اليوم ...

بالأول كنت اطلب من أخوه أن يلعب مع أسامه لكن كان له اهتمام مخالف عن أخيه أسامه
فلم اضغط عليه قلت له افعل ما تريد سنهتم نحن بأسامة
لم أحب أن أُضيع فرحته خصوصا بوجود هذه الأمور الترفيهية التي تشد الانتباه ...
فبدأت بناتي بمساعدتي وأصبحوا يأخذون ابني ويجعلونه يشارك بالورش ويجلسون معه ويلونون إلى جانبه وكأنهم بعمره
كانوا يضحكون معاً ...

فرحت من قلبي وشكرت الله على أن رزقني الله ببنات كن خير عون لي ..

حتى معلماته كنا متواجدات ولم يقصروا معنا
فقد كان أسامه يتحرك كثيراً وكان يبتعد عنا أوقات
لكن كان الجميع متعاون معي
كان المكان جداً رااائع

وسعدنا كثير حتى فقرة الأناشيد والمسرح والمسابقات كانت رائعة ...
وكان المركز قد قام بتوزيع كوبونات العاب ووجبات طعام مجانية ...
وقد لعب ابني الكبير مع اسأمه بالألعاب وكنت الاحظ مدى فرحهم وسرورهم
كان كل هذا شي جميل ورائع فوق ما تتصورون ...

وممكن تسالون طيب ويش اللي ضايقني ؟؟؟
اللي ضايقني آمرين
أول شي وأصعب شي وسامحوني ربما يضايقكم انتم كذلك
لقد كان من ضمن الحضور
شابين مصابين بالتوحد
كنت أتأملهم طوال الوقت لدرجة نسيت ابني أسامه
كان احدهما أفضل حالا من الآخر
كان يتصرف كطفل في العاشرة رغم انه تجاوز العشرين
وأما الآخر فكان لا يكف عن الجري والقفز رغم كبر سنه
جلست ابكي لحالهم ولحالي

بكيت لحالهم لأنهم حرموا من العيش كأي شباب بعمرهم
لم يتعلمون ولم يتزوجون وحرموا من أشياء كثيرة ...
لكن اعلم أن الله رحيم بهم
وسيجزيهم ويمتعهم متاعا لا يزول بإذن الله ...

وبكيت لحالي
لأني خفت على ولدي لا أريد أن يكون مصيره هكذا
أريده أن يتعلم ويختلط بمن هم بمثل سنه ويسافر ويتزوج وينجب أبناء
أريده شاباً سوياً
آلا يحق لي ذلك ؟؟؟

جلست ابكي وسألني زوجي ما بك قلت لا أريد أن يكون ابني هكذا
قال الله رحيم بعبده مني ومنك
وربما هؤلاء أعلى مكانة منا عند الله
وربما أن ابننا سيكون بإذن الله سبب في دخولنا الجنة ..

الأمر الثاني الذي حدث وضايقني قليلاً
ونحن بالمركز الترفيهي
سألتني إحدى الحضور ما سبب هذا الاحتفال
قلت لها هذا احتفال باليوم العالمي للتوحد
قالت يعني أيه توحد ؟؟؟
قلت مرض يصيب بعض الأطفال قد يعيق تواصلهم
وأخذت اشرح لها معنى التوحد وانه بإذن الله قابل للتحسن
فقالت الله لا يبلانا
ولا تعلم أني أم لأحد هؤلاء الأطفال
قلت لها قد يكون الابتلاء علامة محبة العبد لنا
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط "
فقد يكون ما وقع لنا علامة محبة الله لنا
قالت ليش عندك ولد مصاب ؟؟؟
قلت نعم
قالت اعذريني
قلت أنا لم أزعل حتى تعتذري
فأنت تصرفتي على طبيعتك
لكن حزنت لأنه للان مازال يوجد الكثير ممن يجهل هذا المرض
ربما كنا سنكون منهم

صراحة سعدت من حالي أصبحت أكثر قدرة على المواجهة وأصبحت فخورة بابني
لدرجة أني اطلب من السائق أحيانا أن يحضر ابني لمقر عملي في بعض الأيام وينتظرني حتى انتهي عملي ونعود معاً للبيت
أصبح الجميع يسألني من هذا
وكنت أقول هذا ابني أسامة
وأنا فخورة به
فيقولون لي لما يذهب لمركز ....
(( يعرفون ذلك من الشعار على قميص الذي يلبسه ))
أقول لأنه يعاني من بعض سمات التوحد وسيعود طبيعياً بإذن الله
هكذا كان حالي قبل وبعد
فنحن قد نتقبل جرح الناس لنا ونحتسب ذلك عند الله وقد نتناساه من حينها
لكن أصعب الجراح حين تأتي من اقرب الناس لناااا ...
فهو وان كان لا يقصدها لكن أثرها لا يمحو من الذاكرة سريعاً ويظل مؤلماً لفترة ..
وهذا للأسف ما تعرضت له من اقرب شخص لي ....

بعدها
تعب ابني اسامة وارتفعت حرارته وظهر في جسمه طفح جلدي

حين تعب ابني

وحين اصبح يشكو من الم الحبوب التي ظهرت على جلده

حين اراه يتالم تذكرت موقفاً مر قبل اسبوعين تقريبا ...


هذا الموقف حصل من ابني وتعاملت معه بنوع من الشدة التي لا تناسب من هم بحالته ...

وقبل ان تحكموا عليّ اسمعوا موضوعي واشعروا بي ...

وساقص عليكم الموقف كاملاً ..



قبل فترة كنا عند جدته لابيه وكان ابني اسامة يلعب كعادته
فاخذ الكأس ورماها على جدته بدون قصد ...
وتألمت جدته لذلك

فأخذت أوبخه واقول له اسامه عيب ليش ترمي الكاس على جده
قول اسف ...
وهو يصارخ عليّ اسكت .
فغضبت منه واخذت اقول له عيب اسامه هدووء
لكنه ظل يصرخ انت اسكت
واخذ يزيد من صراخه ولعبه
وقتها كان البيت ملياً بالاطفال وكلهم ينظرون اليّ كيف ساتصرف معه
ولأنه أحرجني أمام الجميع
بصراخه عليّ
شعرت انه لا بد ان يتادب حتى لا يتمادى بتصرفاته ويظن انه على حق بسكوتنا عنه
فأخذته واجلسته بجانبي
لكنه اصر على الصريخ ورمي الاشياء علينا
فلم يكن عندي حل الا ان اضربه وحملته إلى شقتي وهو يصارخ ويرفسني برجله
لأنني أحرجته أمام الأطفال ...

اعلم ان تصرفي خطا لكن صعب عليّ الأمر حين اخذ ابني يصارخ عليّ أمام الأطفال ويهم بضربي بالذات أنا أخوه الأكبر منه كان موجودا ويشاهد المنظر ...
فلو تركت اسامه بدون تاديب ربما يؤثر ذلك على اخوه
وقد يشعر بضعفي في السيطرة على ابني ...
كما ان الحاضرين لن يفهموا سبب تصرف ابني بالذات كبار السن وسيظنون اننا لا نحسن تربية ابنائنا ..
هذه مشكلة نقع فيها دائما
انه بسبب تصرف ابنائنا وعدم قدرتنا على ضبط سلوكياتهم فإن كثير من الناس
قد يعتقدون اننا لا نحسن تربيتهم

طبعاً أخذت اسامة إلى شقتي وهو يبكي ويقول ماما خطا ويشير بيده علامة الضرب
ويقول اسامه صح
وانا اصارخ مثله اسامه خطا يضرب جده
اسامه خطا يضرب ماما
جاء زوجي وقال لي أنتي تكلمين مين واحد ما يفهم
اتركيه هذا ما يفهم
تألمت كثير من كلمة زوجي وأصبحت ابكي وأقول له ولدي يفهم
وذكي ونظرت إلى ابني وقلت له اليوم مافي كمبيوتر وكان يحبه بشده أنت اليوم ضربت جده وماما وتصرخ
انت خطا
ظل يبكي ويصارخ فترة
وأنا إلى جانب أبني ابكي مثله ...

كلمة زوجي حطمتني
هل يمكن أن يكون ما اشعر به من تحسن في حالة ابني والتقدم الذي أراه وهما في وهم ...

جاءت ابنتي الكبرى وأخذت تخفف عني وتقول هذه الكلمة أبي يقولها لنا جميعا ...
وأكيد ما كان يقصدها ...

قد يكون كلام ابنتي صحيحا لكن الوقت الذي قيلت فيه هذه الكلمه كانت غير مناسبه ..

شعرت بالإحباط واني أعيش بوهم
وفقدت بسبب هذه الكلمة الامل في تحسن حالة ابني ...

ثم بعد أن هدا ابني ظل يناظر لي فترة والكمبيوتر إلى جواري
ويقول ماما أسامه خطا
قلت ايوه أسامه خطا عشان يصرخ ويرمي بالكاسة على جده
ويصرخ على ماما
ظل هادئاً وهو يقول أسامه خطا وكأنه يعتذر لي باعترافه
ضممته لي وأحسست كم أني مخطئة حين ضربت ابني خصوصا أمام أطفال بسنه
هذه الواقعة تعلمت منها دروساً

تعلمت منها أن اضبط أعصابي
فبدلاً من ضرب ابني أمام الجميع
كان ممكن أخذه للغرفة الأخرى وأعنفه لوحده بدون حضور احد ...


تعلمت منها كذلك ...
أن اطفالنا اذكياء ويفهمون كل كلمة نقولها لكن ضعف تواصلهم وعدم قدرتهم على التعبير الصحيح عن مشاعرهم يصيبهم بخيبة امل وقد يتصرفون بتصرف لا نتقبلها ...

تعلمت ايضاً ...
ان قليلاً من البكاء لا يضر
فلنجعلهم يبكون لكن الاهم ان يعرفوا سبب بكائهم ...


كما احببت ان اوجه رسالة لكل زوج وكل أب
فأقول لهم ...

الكلمة التي قد تقولونها ممكن أن ترفع من معنوياتنا وممن أن تحطم فينا روح الحماس ...

اعلم انكم كنز لا يفنى من الحنان ربما تفوقننا حناناً
لكن ذلك لا يكفي .

فنحن نريدكم دوم الى جانبنا
تساندوننا حتى لو بالكلمة فمشوارنا طويل ولا بد أن تكون أيدينا معاً ...

إذا تحمسنا فدعمونا
وإذا ضعفنا وتهاونا فشجعونا
واذا اصبنا فكافئونا ولو بالكلمة
واذا اخطانا فصوبونا ...


غداً الجزء الاخير من القصة
طاب مساؤكم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس