مَا بَالُ عَينَيكِ مِنْها الدمعُ يَنْسَكبُ!
أذَاكَ من روعِها، أم أنَّه كَذِبُ؟
دَعي الدموعَ فَمَا عادَت تُروعُني
لقد عَلِمْتُ بأنَ الدَّمْعَ يُغْتَصَبُ
كُفّي دُمُوعَكِ يا من كُنْتُ أعْشَقُها
لا الدَّمْعُ مِنْكِ سَيدنيني و لا العَتَبُ
تعاتبين! و هل قلبي يُطاوعُني
إلى الرجُوعِ و جرحٌ فيهِ يَنْتَدِبُ؟
لا تعتبي و اتركيني رُبَّمَا هَدَأتْ
روحي و جِسْمِي، فَقَد أودى بي النَصَبُ
اليومَ أيقنْتُ أن الروحَ ظامِئةٌ
إلى الخَلاصِ فلا جُهْدٌ و لا تَعَبُ
حُراً أعيشُ إذا ما الفَجْرُ أيقَظَني
حُرَّاً أعيشُ إذا ما الشمْسُ تحتجِبُ
"حذار" كَمْ قُلتُها مِمَّن يَكِيدُ لَنَا
لم تَسْمَعِيهَا فَكانَ الخُسْرُ و العَطَبُ
ها أنتِ مِن بَعْدِ إنصاتٍ لكيدهمو
وَقَعْتِ صَيداً لِمَا كادوا و ما نَصَبُوا
ما سرَّني أن مِن أهوى يُلُوّعُني
و مَن رأى حَتْفَه ما سَرَّهُ الذَّهَبُ
أنا الذي سطرت يمناي شُهْرَتَها
كالنَّارِ تُعْرَفُ، إذ لا يُعْرَفُ الحَطَبُ
فإن شَكوتُ، فَمَا شكواي من أسفٍ
لكنها فُتِّقَتْ من بعدها الحُجُبُ
كُفّي دموعَكِ يا مَنْ كُنْتُ أعْشَقُهَا
فقد دَعَتْنِي إلى عَليَائِها الشُهُبُ
من حَرَّضَكَ على إيقَاظِ مَوَاجِعي، يَا أبَا وسام؟