[عبد الكريم العدواني]

.

:

.

:



هــــو إنســـــــان ....

لا أعلم عن ماذا سأكتب ..

أو عمّن سأكتب ...

أو عن خلجات نفس مَن سأكتب ...

لكني في الأخير سأكتب ...

سأكتب عن إنسان عاش في هذه الحياة وحيدا ...

وحيدا بين غيره ...

يرى الناس وكأنهم لا شــيء سوى أصدقاء!!

يصادق الجمـــيع ...

لكن في الأخير لا يبقى معه سوى الوفي ...

إنسان تختلج قلبه من المشاعر والأحاسيس ما لا تحصى ...

وهل يستطيع إنسان أن يحصي حبّات الرمل أو زخّات المطر ؟!

هو إنسـان قد افتقد الحب حتى يئس من وجوده ...

هو إنسان قد فقد الأحبة ...

وعاش في بلاد الغُربة ...

بلادٌ الأرض فيها مقفرة ...

والسماء لا يتخللها سوى أشعة الشمس الحارقة ...

تحرق جسده الجريح ...

وتجفف أرضه القاحلة ...

*****

هو إنسان قد أحبّ الجميع ...

حتى عدّهم كإخوته ...

لكن في النهاية ...

اكتشف أن حتى الأخ ليس بأخ ...

وأن الصديق ليس بصديق ...

وأن الوفاء أصبح غدرا ...

والحب صُيّر بغضاً ...

والغبطة حسداً ...

وكل ذلك بلا سبب ...

سوى أنه يعيش في زمان الساعة فيه تُرتقب !!

*****

هو إنسان ...

هو إنسان يتمنى أن يجد حبيبه ...

هو إنسان قد يئس من وجود صديقه ...

هو إنسان قد تسلّط اليأس على قلبه ...

هو إنسان قد طغت السوداوية على نظرته ...

هو إنسان قد جار الزمان على غيره !!

*****

هو جريح في أرض المعارك ...

في أرض معاركه مع الحياة ...

ففي بقعة جرحُ من الغدر ...

وبقعة أخرى نُدبة من الخيانة ...

وبقعة ثالثة طعنة حاسد ...

وغيرها تمزّقٌ من مُغتاب ...

كلّ جسده أصبح جراحا ...

ومع ذلك كله ...

قلبه لا يزال سليما ...

وفكره منيرا ...

وسيعيش حياته معرضا عن كل من له عدوّاً ...

*****

ذاك هو " أنـــا " ...

بَوحِي : أبو فيصل العدواني ...