حين تتغير المصطلحات وفق أهوائنا فتلك مصيبة ،
وحين نقولب الكلمات ونضع لها المعاني وفق رؤيتنا فتلك معضلة ، وحين نبدأ بسبك المصطلح وفق نظرتنا القاصرة فذاك جور وتعدٍ وتجاوز.
لنستعرض معاً بعض المصطلحات :
عندما يسرق الكبير نبجله بقولنا ذاك شاطر وذكي ، وعندما يسرق الصغير ننعته بالحرامي واللص !
عندما يتعرض أحدنا للظلم ويسكت نقول عنه ضعيف ، وعندما يتعرض أحدنا للآخرين بالمضايقات ننعته بالقوي والجريء .
عندما يكتب المرء عن المرأة نقول أنه يسعى خلف نزواته ، وعندما يتحدث ساباً للمرأة نقول له أنت البطل وأنت الملك الطاهر .
عندما نرى شخصاً يأتي في أول الدوام ويذهب في آخره ويحاول أن ينجز أعماله أولاً بأول نقول عنه : مسكين وغشيم وعلى نياته، وعندما نجد شخصاً آخر يتأخر ويتهرب من الدوام ويعطل مصالح الناس نقول عنه : متصرف وفاهم الشغل ويعرف من أين تؤكل الكتف !
عندما نجد شخصاً يشرك امرأته في قرارات البيت ننعته بالجبان ، وعندما نجد من يضربها ويهينها نقول عنه : قوي وشجاع !
عندما نجد من يقتر على نفسه وأهله نقول عنه رجال ، ومن يصرف على نفسه وأهله من ماله مبذر ومايعرف يمسك القرش !
عندما نرى شخصاً ملتحياً ومقصراً ثوبه وحاملاً مصحفه قلنا : مسوي نفسه مطوع !
وعندما نرى شخصاً مطيلاً لثوبه حالقاً للحيته لابساً للجينز داشر !
عندما نرى شخصاً ملتزماً بالقوانين والأنظمة هذا خوّاف !
وعندما نرى آخراً ضارباً عرض الحائط بالقوانين والأنظمة نقول عنه : فهلوي !
حين نجعل البخل توفيراً ، ونجعل التوفير بخلاً ، وحين نجعل الدين إرهاباً ، وحين نجعل عدم الالتزام كفراً، وحين نجعل الطيبة ضعفاً ، والاعتداء على الناس قوة ، وحين نجعل الفتاة ساذجة والشاب متآمراً ، لنحيل بذلك تلك المصطلحات أدوات لخدمة أهدافنا دون النظر إلى عواقب غرس تلك المفاهيم وأثرها على المجتمع !
فمن هو السبب وراء تغيير تلك المصطلحات ؟
ومن هو السبب وراء تلك الممارسات الخاطئة ؟
ومن هو السبب خلف استمرار تلك المصطلحات ؟
وهل نحن مدركون لخطورة استخدام تلك المفردات بطرقنا الملتوية ؟