[أحمد العدواني]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمرة غضى      أنا لن أتحدث من ناحية سياسية لكن حديثي سيكون من جانب آخر شخص حكم وعمل من أجل مصر لمدة 60 سنة ليس من السهل أن يرى نفسه هكذا فجأة بلاحكم وبلا مسؤلية وبلا سلطة هناك في أي نظام رئاسي جمهوري سلبيات وإيجابيات ولكن لماذا ينسون الإيجابيات طيلة 30 عاما حكم ويتذكرون فقط السلبيات ؟؟؟ بكل أمانة حزنت على شعب مصر وحالهم طوال الايام الفائتة وكنت أتابع أخبارهم طوال الوقت وأدعو الله عز وجل أن يكون في عونهم جميعا لكن أيضا حزنت على تنحي حسني مبارك وهذا لايعني أنني ارضى عن ظلمه واستبداده لا ولايمكن أن يرضى أي مسلم بالظلم والاستبداد أحمد العدواني سلمت أناملك

مرحباً أختي جمرة

مثل هذه القضايا لا ينبغي التعامل معها بعاطفة

دساتير كل جمهوريات العالم تنص وتقضي ـ وهذا المفترض ـ أن يكون رئيس الجمهورية خادماً لشعبه لا قامعاً مستبداً غاصباً لحقوقهم وثروات وطنهم

وذاك للأسف ما أمعن فيه حسني لثلاث عقود ، بل ومارس لتكريس ذلك ولشرعنة وتقديس سياسته الظالمة القامعة تلك أبشع صور الإضطهاد والقمع

حتى لو ظهر من تباكى على حسني وتغنى بماضيه في حرب أكتوبر وحروب سابقة لمصر مع الكيان الصهيوني ، فلم يكن يفترض به وهو بطل وطني وقومي أن تعمي السلطة بصيرته ويتبع شهواته المادية ويسير في ركب من حجبوا عن ناظريه حقيقة ما يعانيه الشعب المصري

مصر بلد لديه مقومات كبيرة ، تعداد سكاني ، موارد زراعية ، نفط ، غاز ، عقول وقدرات فكرية وعقليه هائلة ، كلها لو تحققت لرئيس آخر لجعل من مصر سويسرا أو سويد أفريقيا رخاءاً واقتصاداً وأمناً ودوراً عربياً وأقليمياً

لكن حسني ـ وللأسف ـ قتل كل تلك المقدرات والمقومات واستأثر لنفسه وزبانيته بالقرارت العمياء وحكم هذا الشعب المسكين طيلة فترات توليه المجددة ظلماً وبهتاناً وفق مبدأ : لا أريكم إلا ما أرى

واعاد مصر إلى خانات متأخرة في خريطة الدور العربي وانطرح بخنوع في أحضان أمريكا وإسرائيل

هل كان يحتاج ـ أُخيتي ـ إلى مثل هذه الثورة ليصحوا من غفلته وسباته ؟؟

ألم يكن لدى الرجل من رشد وبصيرة ليقيم أوضاع بلاده ويراجع ما اتخذ من سياسات طوال هذه السنين ؟؟

جشع المال ونعيم وزهو السلطة أعمياها وأضلا بصره وبصيرته

فمن سينفعه اليوم .. سلطته ؟؟ أحمد عز ؟؟ صفوت الشريف ؟؟ حبيب العادلي ؟؟ أم .. و أم .. و أم .. ؟؟

جميعهم لن ينفعوه وسيبحث واحدهم عن طوق نجاة ، فلن يسكت شعب مصر عن حقه وسيطالب بمحاكمتهم على ما اقترفوا بحق هذا الشعب المسكين

مليارات الدولارات ، في يد وسلطة زمرة في الحزب الحاكم تسير أمورالبلاد وتطبل لرئيسها وفقراء ومساكين مصر يقتاتون على الخبز اليابس ومياه المجاري ، وليت الأمر توقف على ذلك ، السجون تغص بالمظلومين ، حقوق مهدره ، أحكام قضائية معطلة و .. و ..

أما ذكر يوم لقاء ربه وقد استرعاه ملايين البشر فضيعهم ؟؟

هل عرفنا طوال تاريخ الأمم الحديثة حزباً حاكماً يحتكر كل شيء في البلاد ويرفع أعضائه المنتفعين المنافقين من مجرد موظف بسيط إلى ملياردير وفي ظرف سنوات وبعضهم لا يملك من مقومات الكفاءة والقدرة إلا النفاق وموت الضمير إلا في مصر ؟؟!!

أُخيتي آن لـ حسني أن يستذكر قول الحق سبحانه لموقف يوم القيامة الشبيه حالاً ووصفاً بحال حسني اليوم الذي لفظه شعبه وطرده أخس طرده ، وإن لم يستذكرها فهو لسان حاله :

" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ " صدق الله العظيم

كبار الصحابة كانوا يهربون من تولي أمور المسلمين ويخشون الولاية أيما خشية ، وعلي كرم الله وجهه يقول لأصحابه الذين ما انفكوا يطالبونه بتولي الخلافة وأنه الأحق : ( لو علمتم ما فيها ما حملتموني عليها )

سرني مرورك أختي شاكراً ممتناً