[محمد الساهر]

جريدة الرياض الخميس 6المحرم 1428هـ - 25يناير 2007م - العدد 14094

عودة الى مقالات اليوم


كلام الليل
[blink]شوربة الخنازير[/blink]



أحمد أبو دهمان
لم نسمع بهذه الشوربة في باريس وفي وسائل الإعلام الفرنسية إلا بعد عام من دخولها التاريخ الفرنسي، وتحديداً من بوابته الشرقية "منطقة الألزاس" التي تحتضن في احشائها الكثير من التطرف والبؤر العنصرية، وفي مواجهة هذا الحقد يعلو هناك ايضاً صوت الإنسانية حتى لا نظلم المنطقة بمجملها.
هذه الشوربة ببساطة اسمها "شوربة بالخنزير" ويقوم على توزيعها جمعية "التضامن الالزاسي" التي تقودها سيدة كان زوجها عضواً في البرلمان الفرنسي عن الجبهة الوطنية "اليمين المتطرف" وهو الآن يقود جمعية "الألزاس أولاً".

حدث هذا في بداية عام 2006- وتم توزيع الشوربة على المحتاجين أمام محطة القطار في مدينة ستراسبورغ، تم توزيعها ظهراً. بعد أن كان مقرراً توزيعها في المساء. لكن جمعية مناهضة هي جمعية "عدالة وحرية" هددت بالتظاهر لمنع هذا الفعل العنصري وعندما علم المحافظ بهذه الشوربة أمر بإيقافها لما فيها من مدلول عنصري يستبعد مبدئياً اولئك الذين تحرم معتقداتهم أكل الخنزير.

وقد رأت جميعة "التضامن الالزاسي" في موقف المحافظ اعتداء على أبسط قواعد الحرية وهددت باللجوء للمحكمة ومقاضاته.

لكن الشخصية التي تصدت لهذه الشوربة "العنصرية" هي السيدة كاترين ترونمان، الوزيرة السابقة في عهد فرانسوا ميتران وعمدة مدينة ستراسبورغ سابقاً والعضوة حالياً في البرلمان الاوروبي - التي حمّلت "المجلس الأعلى للعدالة والتصدي للتمييز العنصري" مسؤولية التصدي لهذا التطرف الذي يتكسب سياسياً ويتاجر بجوع الآخرين وبؤسهم. في عصر يتصاعد فيه الخوف من الإسلام. وقالت في خطابها للمجلس إن الواضح جداً من هذه العملية الرخيصة هي حرمان مواطنيها من اليهود والمسلمين من هذا العمل "الخيري".

نجحت جبهة الخير مع الجبهة المضادة التي ما زالت قائمة، وما زال لديها التفكير في اكثر من عمل "خيري" يستبعد المسلمين واليهود الذين لم يبدلوا جلودهم بعد.

لم نسمع بهذه الشوربة إلا بعد أن تم منعها فرنسياً وأوروبياً. لكنها تبقى واحدة من علامات التمييز العنصري في أسوأ تجلياتها.



منقول

ونسأل الله أن يكفينا شر أعدئنا