أين سلطانك ياذا السلطان
هكذا هي الدنيا يوم لك ويوم عليك ويوماً كفاك الله شرّه
ماحدث في تونس من خلع للرئيس وما حدث في مصر أيضاَ من خلع للرئيس يعطينا إشاره جيده جداً لما يؤول إليه المستقبل العربي والاسلامي فقد اصصبحت ظاهرة القمع التي كانت تمارسها الدول ضد شعوبها خطراَ يهدد استقرارها الان فلم يعد يهديء من خطورة الموقف بل يزيد النار وقوداً . فلم ينجح القمع في تونس ولم ينجح في مصر ولن ينجح في أي مكان وإن نجح في وقت فسيأتي لها وقت وتزول .. الأن شعب مصر عرف أين هي الحلقه الضائعه في السلسله فعندما وجدها قام بوصلها واستطاع أن يشد هذه السلسه ووجدها تتجاوب معه ولم تعد تفلت من يده كما في السابق .. ماذا استفاد حسني مبارك مما جنته يداه ماذا استفاد من ساعد حسني مبارك كذلك زين العابدين في تونس ؟
كنت واثق ومتأكد تماماً من هذا اليوم الذي سيتنحى فيه الرئيس عن منصبه فالشعب لو تراجع لكان ذلاً له طول عمره فقد قدم مبارك الكثير من التنازلات واستجاب لمعظم المطالب ولكن الشعب لم يكن بدرجة الغباء الذي كان يتوقعها مبارك فلو أن الشعب استجاب وعادوا أدراجهم لوجدوا بعد فتره زمنيه قليله أن الوضع سوف يكون أسواء مما كان عليه في السابق .. هنيئاً لمصر بشعبها وهنيئاً لتونس بشعبها .. فلقد أخذوا صفحات في التاريخ لن تنسى .
يفر الرؤوساء ويبقى الجلادون الذين كانوا يعاملون الناس كأنهم عبيداً عندهم ويفعلون مايريدون بدون رقيب ولا حسيب
كيف ستكون أيام من كان ذا سلطه ومنصب في عهد مبارك .. خوف وقلق نفسي حتى وإن وجد الامان وحتى لو أبتعد لأقصى الأرض فلن ينعم بامن ولا استقرار لأن هناك من يبحث عنه ثأره ليقتصه منه ولو بعد حين ..
تزول الشعوب ويبقى الوطن يعاصر كل ثوراته فلو تصفحنا في صفحات التاريخ ونظرنا في تاريخ الثورات لذهلنا مما سنقرأه فتاريخ الثورات مستمر لا ينقطع حتى تثور الساعه .
فعدما قال جيفارا في وصفه للثوره : الثوره قويه كالفولاذ ، حمراء كالجمر ، باقية كالسنديان ، عميقة كحبنا الوحشي للوطن
لم يأتي بهذا الوصف من فراغ فهو أحد من خاض أقوى الثورات بعض النظر عن توجهه الديني والفكري
وقال : أيضاً أنا لست محرراً ، فالمحررين لاوجود لهم ، فالشعوب وحدها تحرر نفسها .
لم أندم أنني قرأت كتاب يخص هذا الرجل لأنني أجد بعض ماقاله يحدث أمامي .
يرحل زين العابدين ثم حسني وهنيئاً لمن أتعظ
رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ *** زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ
سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ *** ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة مراد الحريري ; 12-02-2011 الساعة 04:51 AM.
|