[عيوني لك]

أبو الشباب

**** اسمحولي معشر الشباب اذا كان الكلام فيه نوع من القسوة عليكم ولكن هذه الحقيقه والحقيقه المرة اكرر اعتذاري ولكن...*****
( أبو الشباب ) هذا اللقب الذي يتميز به بعض الفئة من الشباب الضائعين التائهين في متاهات الدنيا ، حيث هناك الكثير من الشباب الذين وجدوا أنفسهم في خانة الآباء دون وجه حق بلقب ( أبو الشباب ) والذين يتفاخرون بهذا اللقب أمام الجميع ليبرزوا للجميع أحقيتهم بهذا اللقب مهما كانت سلبياته ، فلا أسرة تنتمي إليهم ، ولا زيجة تعترف بمقوماتهم ، ولا أبناء من ظهورهم ، ومع ذلك فهم آباء رغم أنف الجميع ، وهذه خطوة جريئة يتقاسمها بعض الشباب ويتفاخرون بها قبل الزواج ( فلكل زمان دولة ورجال ) إلا هذه الفئة فليس فيهم دولة ولا فيهم رجال ، فزمانهم لايتغير ، وعقولهم لا تتبدل ، وتفكيرهم محدود ، وأشكالهم وحشيه ، ولباسهم غريب ، يضعون الشماغ فوق الكتف ، والعقال فوق الرأس ، والسيجارة لا تفارق الأصابع ، وقد لا تخلوا جيوبهم من الحبوب والمخدرات ، ورائحتهم كريهة ، وشعورهم طويلة ، وثيابهم مخصرة وتسحب معها التراب ، يعتقدون أنهم من ( عيال النعمة ) ، لا يجلسون في البيوت لأنهم ينظرون أنفسهم من فئة ( الرجال ) ، يفترشون الشوارع ، ويتوسدون الأرصفة ، ودائماً يخرجون في أوقات مختلفة خاصة في آخر الليل ، فهم يعانون من كثرة أوقات الفراغ ، يعتمدون على عضلاتهم ، ويعشقون المضاربة ، ويتصنعون المشاكل ، ولهم ألفاظ غريبة وبعيدة عن الأدب ، فيتبادلون الأحاديث بالكذب والشتم ، ويعتقدون أنهم من ( شيم الرجال ) وهم مهملين للدراسة ولا يخرجون إلا من فوق أسوار المدارس وفي الأخير يضيع مستقبلهم ويسكنون ويستغرون في ( السجون ) وملفاتهم وسوابقهم منها قضايا السرقات ، والمخدرات ، والتفحيط ، والمضاربات وغيرها ، والأسباب في ذلك أنهم يعانون من وجود النقص في حياتهم ، ويبحثون عن التعويض ولو كان ذلك على حساب سمعتهم وللأسف هذه العادات منتشرة هذه الأيام وهذه نتيجة ضعف التربية وعدم متابعة الأسرة لهم منذ سن المراهقة ، فالتحصيل العلمي ضعيف ، ومنهم من تخرج وتسلم شهادة الطرد من المدرسة ، فهل نهتم ونلاحظ ونجالس أبنائنا ونتعرف على أحوالهم ومايشغل تفكيرهم ؟ أم ننتظر أن يصل حالهم ليحصلوا على الشهادة العالية من جامعة إبليس ؟ وهل ترضى على نفسك ياأبو الشباب أن تصبح ضايع تايه في دروب شياطين الأنس الذين يرسمون لك أختصار الطريق لبوابة السجون ؟ وهذه وللأسف مشكلة أولياء الأمور الذين يتجاهلون تربية أبنائهم بسبب الانشغال في الدنيا وبعد الفشل لا ينفع الندم والبكاء .