[ســيــــف العـــــرب]

الشــــــعبُ ينعمُ بالرفاهِ وإنهُ === في فسحةِ العيشِ الرغيدِ لَمُتْرَفُ
يا خادم البيتينِ لم يُحْدِق بِنــا === فقــــرٌ ولا فاقــــة ولا مُتَـــعَفِفُ

سيدي

شعبكم يهدونكم السلام وفي حبكم هيام

يكادون لا يعرفون لكلمة الفقر مغزىً أو معنى وهم بمصطلح البطالة

جاهلون ولوجوده منكرون وعند ذكر اسمه متعجبون أما الفساد

فهو من خفايا العوالم الافتراضية لا يخالطهم شبحه ولا يزعج أسماعهم إلا ذكره

غصّة أرصدتهم بالأموال التي ناءت بها البنوك وعجزت عن تحريكها

الأسعار الرمزية للوحدات المؤجرة والسلع الزهيدة والأراضي الممنوحة والمساكن الميسرة


صحيحٌ أنهم لم يلمسوا من حزمة الأوامر الملكية ما يخفف بصفةٍ مباشرة

من الأعباء التي بطموحهم المتهور لما ليس لهم فيه حق من سبل العيش الرغيد

أثقلوا بها كواهلهم جرّاء الأزمات المالية المتتالية من غلاءٍ

في أسعار المواد التموينية والخدمات الحكومية ومن قبلها ماحقة الأسهم

المفبركة وألاعيب المساهمات الوهمية والمتاجرة بمشاعرهم وأشجانهم

ولكن يكفيهم يا سيدي ما تم تخصيصه للمؤسسات والصناديق الحكومية

(الافتراضية) الغير محسوسة لديهم على أرض الواقع والتي يعتقدون بأنها

في بلاد الواق واق

ويقوم على تدبير شُئونها أُناسٌ مخلصون أيّما إخلاص . .

نعم إنهم مخلصون لتسمين أرصدتهم وتأمين مستقبل ذويهم كأمثال محدثكم

المتفاني في كل ما من شأنه رفعة شأن المتنفذين أمثاله وترك المواطنين

في ورديّة أحلامهم وبعيد آمالهم أي بأننا نُطبق في حقهم رعاكم الله سياسة

(العصا والجزرة)

ولكن أبشركم يا سيدي بأنهم لا يحسدوننا ولا يلقون باللائمة على رعونة

تصرفاتنا بمقدراتهم واستهتارنا بمواطنتهم وعبثنا بمسميات حقوقهم

التي باتت في مفاهيمهم هبات ومكرمات

وإنما يتلاومون فيما بينهم ويقولون هل عسيتم أن نغدو جميعاً أغنياء

بين ظهراني دولةٍ تحقق مركز أعلى مصدري النفط في العالم

ونُضحي بغير فقراء نتصدق عليهم ونتلمّس حوائجهم . .

ولكن بالكلام المنمّق والخطب العصماء

والشعارات الزائفة والوعود الواهمة

"ليس إلا"

.

مسئولٌ فاسد . . لكنّه بَجِحٌ صريح . .
يلعب على المتناقضات ويحجب الحقيقة بظلام كبريائه وغطرسة ضلاله
عن أبصار وبصائر القيادات العليا