الشعر والعشاق
عشقت كتابـة الأشعـار حتـى
غدت لي في زمان اليـأس زادا
فصارت كل شيء فـي حياتـي
وانستنـي الملاهـي والرقـادا
نظمت الشعر سطرت القوافـي
نثرت الشوق في أرضي سمـادا
وداعبـت الغوانـي والأمانـي
وقد مجدت في شعري الـودادا
وعانقت الصبايـا فـوق أرض
تشع رمالهـا تنفـي السـوادا
تضـم الأرض أنهـارا وطيـرا
وبحرا ضـم أشرعـة شـدادا
هي الأرض التي سكنت خيالـي
سلو عنها - إذا شئتم - سعادا
بها اهل الهوى ولـدو وماتـوا
وما نالـو لهـم فيهـا مـرادا
بنـوا أحلامهـم فيهـا جسامـا
وأمضوا ليلهـم فيهـا سهـادا
وذاقوا الهجر والحرمـان حتـى
غـدت أحلامهـم فيهـا رمـادا
فما بكت السماء لمـوت ليلـى
ولم تعلن علـى قيـس حـدادا
ومهما نـال عشـاق الغوانـي
فإن النار تحـرق مـن تمـادى
تمنيـت الهـوى حبـا شريفـا
فـلا ظلمـا اريـد ولا فسـادا
حسبت الشعر للأفـراح طيـرا
يغـرد إن رأى أمـلا تهـادى
ولكن الهـوى والشعـر مـوت
ومن يسعى إلى الموت اجتهادا ؟
وجدت الشعـر تربـا للرزايـا
إذا ضمتنـي الأهـوال جــاد
لهذا قد كرهـت الشعـر حقـا
فـلا قلمـا أريـد ولا مــدادا
شعر : سعد العدواني