رد: سلسلة شخصيات عظيمة ( أدباء ، علماء ، إعلاميون ، شعراء ، مخترعين ) متجدد باستمرا
تولي تدريس مادة الحديث النبوي في الجامعة الإسلامية – بالمدينة النبوية – إبان افتتاحها ، مدة ثلاث سنين ،
بدءاً من سنة ( 1381 هـ ) ؛ مما كان له – بسببه – أعظم الأثر في إيجاد نهضة علمية حديثية واسعة علي نطاق العلم كله ، وعلى جميع المستويات : علي المستوى الرسمي ؛
وذلك باهتمام الجامعات عامة بذلك ،
حيث قدمت مئات الرسائل الجامعية المتخصصة في علم الحديث ، وعلى المستوى الشعبي العام ؛ حيث توجه عدد كبير من طلاب العلم لدراسة علم الحديث والتخصص فيه ،وغير ذلك مما وجد بعده ، وصار أثراً من لآثاره .
ومن أكبر دليل علي ذلك : هذا الكم الكبير من الكتب الحديثية المحققة ،
والفهارس الحديثية المصنفة ، مما لم يكن أكثره معروفاً من قبل .
وهذا الأثر – لجلائه ووضوحه – لا ينكره أحد ، حتي المخالفون لشيخنا ، المعارضون لمنهجه .
أثني عليه كبار العلماء ، وأئمة الزمان ، وسألوه ، وقدموه ، واستفتوه ، وراسلوه ....
ولو عدوا – حفظ الله أحياءهم ، ورحم أمواتهم - : لما أحصوا ، وعلى رأسهم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ؛ فقد كان عظيم التقدير والإكبار له – رحمهما الله تعالى - ....
· وتلاميذ الشيخ وطلابه – سواء من تلقي العلم علي يديه في الجامعة ، أم في حلقاته العلمية الخاصة ، أم علي تآليفه كثيرون منتشرون – بحمد الله – في جميع أنحاء العالم ؛ ينشرون صحيح العلم ، ويدعون إلي صفي المنهج بقوة وثبات .
· قضي الشيخ – رحمة الله تعالي – حياته كلها داعياً إلي الله – تعالي – علي بصيرة ؛ مؤصلا لمنهج ( التصفية والتربية ) ، - المبني علي العلم والتزكية – معلما فاضلاً ، ومربياً صادقاً تربينا عليه – والله – بمنهجه ، وموافقة ، ولآدابه ، وعالي سلوكه ، ورفيع أخلاقه ، ورقة قلبه : الشيء الكثير ، والجم الغفير .
· وللشيخ – رحمة الله تعالي – صفات حميدة عديدة ، من أظهرها وأجلاها ، وأبينها وأعلاها : دقته العلمية البالغة ، وجده ، ومثابرته ،
وجلده وصلابته في الحق ، ورجوعه إلي الصواب ،
وصبره علي مشاق العلم والدعوة ، وتحمله الذي في سبيل ذلك كله صابراً محتسباً .
· ومن أعظم ما يميز الشيخ – رحمه الله – عن كثير من إخوانه أهل العلم : نصرته أهل العلم : نصرته للسنة وأهلها ، ورده علي المنحرفين علي اختلاف درجاتهم ، وتنوع دركاتهم ، بوضوح بين وصراحة نادرة .
· وقد حظي الشيخ – رحمه الله – بقبول عظيم من صالحي المسلمين في أرجاء الدنيا – كلها - ، ونال شهرة واسعة عريضة في أقطار العالم أجمع ؛ مع أنه لم يطلبها ، ولم يسع إليها ، بل كان يهرب منها ، ويفر عنها ، ويكرر – دائماً – قوله : " حب الظهور يقصم الظهور " – رحمه الله عليه –
· ولم يكن لأحد من خلق الله عليه فضل ولا منة في أي شأن من شؤون الدنيا فعلمه سفيره , وصبره رائده ؛ فهو عصامي صابر مصابر ، ومجتهد جاد مثابر ..
· ولم يزل الشيخ – رحمه الله – مكباً علي العلم ، دؤوباً علي التصنيف – مثابراً علي التحصيل والإفادة – إلي سن السادسة والثمانين من العمر ؛ ما انقطع عن التأليف والكتابة والتخريج إلا في الشهرين الأخيرين من عمره – عند وهن قوته – علي تعلق قلبه بذلك -
؛ إلى أن توفاه الله – سبحانه – قبيل غروب شمس يوم السبت لثمانية أيام بقيت من شهر جمادي الآخرة من سنة 1420 هـ وفق تاريخ : 2/10/1999 م .
· وقد صلي علي الشيخ – مساء يوم موته نفسه – خلائق من الناس – في مصلى – يزيد عددهم علي خمسة آلاف ، بالرغم من أن تجهيزه ، والصلاة عليه ، ودفنه : تم بأسرع وقت ممكن – تطبيقاً لوصيته التي حرص فيها علي التزام السنة النبوية وتطبيقها - .
· وقد تأثر بفقده العلماء ، والطلاب ، والعامة .
وذكره وأثني عليه – عند وصول نبإ وفاته – جله أهل العلم ؛ منهم : سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ – المفتي العام للمملكة العربية السعودية - ، وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين ، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ، وغيرهم ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|