|
رمتني بدائها وانسلّت
أنت يا هذا
قاتلك اللهُ ما أخفَّ عقلك ..!
لقد قرأت قصيدتك النتنة وقلت في نفسي , إما أن يكون هذا الرجل أحمقاً أو أنه قد نظم هذه
القصيدة وهو جالس على دمنة.
فذكرت قول ابن عبد ربه الأندلسي :
لقي أبو العتاهية أبا نواس , فقال له: أنت الذي لا تقول الشعر حتى تؤتى بالرياحين
والزهور فتوضع بين يديك ؟
قال : نعم , وكيف ينبغي للشعر أن يقال إلا هكذا ؟
قال أبو العتاهية : إني والله أقوله على الكنيف (أي الدمنة) .
فقال أبو نواس : ولذلك توجد فيه رائحة ..! 
و والله إني لأشم ُ – أيها العندليب – رائحة ً لا تطاق في شعرك الأخير هذا , فهلا إذا أقمت على
الكنيف أطبقت فاك وصُمْتَ عن نظم الشعر , وأطلقت العنان لأنفك قبحك الله ..!
وأنشدك الله أن تتجنبنا إذا خرجت.
وإن لك موعظةً في أبي حنيفة عندما قال للأعمش وقد أتاه عائداً في مرضه :
لولا أن أثقل عليك أبا محمد ٍ لعُدتُك في كل يوم ٍ مرتين . فقال الأعمش: والله يا ابن أخي إنك
ثقيلٌ علي َّ وأنت في بيتك فكيف لو جئتني في كل يوم ٍ مرتين ..!
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أنت ياهذا ثقيـــــــــل ٌ = وثقيـــــــلٌ وثقيـــــــل ُ
أنت في المنظر عصـ =ــفورٌ وفي الميزان فيلُ[/poem]
إني والله قد علمت إذ رأيتك البارحة تمشي في السوق جاحظ العينين كأن أنفك سفرجله
أنك أطلت المكوث في الكنيف , وقد صدق والله ظني إذ لم تلبث حتى تقيأت هذه اللعينه..
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
له وجه ٌ يحل اللطم فيه ِ = ويَحْرُم أنْ يُحيّا من قريب ِ
كلام العندليب كما علمتم = وأوسخ منهُ جلد العندليب ِ [/poem]
ثكلتك أمُك يا ابن أبي شَلْفَحَه

|
|