
10-03-2011, 04:14 PM
|
|
ماقبل حنــــين وما بعــــدهــا....؟
.
.
..
.
انه منهج رباني يخص المؤمنين حقا عن غيرهم من البشر. يحقق لهم اسباب القوة والبقاء منهج يعني بتطهير النفس وتزكية الافعال والعقول وغايات التوحيد العظيمة من كل افة وشائبة " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ" منهج للإصلاح والحفاظ على القيم وسلامة التوجه ـ ومنهج يضرب الامثال في ازلية السنن وعظيم الحكمة.. منهج يعنى بالحفاظ على استخلاف الايمان والصدق والامانة في نفوس وصدور المؤمنين والمسلمين حاكمين ومحكومين.
الله سبحانه يحكم به بين عبادة ويفصل حتي لا يكون دينه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مطية لطلاب الدنيا ومتزلفة السلاطين, فيظهر عز وجل للمؤمنين الصادقين منهم طرقاً عجيبة في تدرك حكمته لاقدارهم وغلبت علمه على رغباتهم وجهلم الذي يمكن ان تحيد الى الميل ولو قليلا.
"ويضرب الله الامثال للناس"
في غزوة احد ـ مالت النفوس الى الدنيا, عصى البعض امر النبي عليه الصلاة والسلام, وكانت محنة عظيمة لم تبتلى جماعة المسلمون بمثلها قبل ذلك ـ والله غالب على امره.
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152 ـ ال عمران)
عقاب سريع وارادة فوق ارادة وقوة فوق قوة ـ وكان ما كان من امر المعصية التي ادمي بسببها الرسول عليه الصلاة والسلام وكسرة رباعيته واخرج من ارض المعركة هو وبعض اصحابه الى سفح جبل " احد " بأبي هو وأمي ـ واستلم الكفار رقاب المؤمنين. وحشى لله ان يكون قد ظلمهم او اجحف في حق نبيه وصحابته لكنها سنته وحكمته وحفظه لمقومات الامانة الربانية, وصدق حبه جل وعلا لنبيه عليه السلام وصحابته الكرام.
في ويوم حنين يتجلى مظهر عظمة هذا المنهج الكريم في علاج مرض عظيم اخطر من سابقه وهو الغرور والافتتان بالقوة والاعجاب بالنفس المريضة وخديعة بعض المظاهر المادية التي ينسى الانسان بحضورها حقيقة الاتكال على مسبب الاسباب وصاحب الحق في كل ما يجري في كونه.
قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .." رَوَاه يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس.
(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26 ـ سورة التوبة)
ان مقتضيات الحب الصادق تقتضي المصارحة بالإخطاء وتصحيحها وهذه هي سنة الله ـ لنتقي, وليس التستر عليها ومواربتها حتي نتجاوز بعض المحن حتى تثقل بها الامة ثم يدخل المجتمع كله في فتن وهلاك ـ أن هذا المنهج العظيم يـُضرب لكي يفهم المسلمون حقيقة ماهم عليه من النعمة والفضل ـ فحين نقول نحن نختلف عن غيرنا, يجب ان يكون هذا الاختلاف ملموسا وليس طلاسم وكلام يتصدر الباطل ويتماها خلف الحجج ولوي نصوص الادلة من القران والسنة ومحابات السلاطين.
الله هو المتفضل على خلقه ـ ولم يكن لوجود نبييه عليه الصلاة والسلام مع المسلمين ما يمنع ان تمضي فيهم سنة الله عز وجل, فيعاقبهم ليربيهم ببعض ما كسبو, ما ذلك الا لإصلاح اوضاع الامة وتدارك احوالها ومالها, وسد مكامن الخطر والفساد.
فما كان قبل احد لم يعد قبل احد ـ وما كان قبل حنين لم يعد بعد حنين.
اذا تغيرت احوالنا وسرنا بما قد سنه الله ورسوله الذي قال "و الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها", فاحتكمنا الى منهجه ومنتهى عدله فنحن في خير وسلامة ونستحق البقاء وحمل الامانة, حالنا كحال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في دنياهم .
وليس مأسوف علينا ولن يحفل الله بنا في أي واد هلكنا أن لم يقوم اهل العلم والحل والقعد ومن بيده امرنا في تصحيح حال الامة ورفع ذكرها واحقاق الحقوق وازهاق الباطل.
وانظر الى حال اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام قبل حنين وبعدهاـ لتعرف الفرق!
فهل لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وما اصابهم اسوة حسنة؟
..
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
براااق الحـــازم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|