الشاب التونسي محمد البوعزيزي لحظة إحراقه نفسه - رويترزأقدم سعودي في العقد الرابع من عمره، ظهر اليوم الإثنين، على محاولة إحراق نفسه بمادة البنزين داخل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجدة، و ذلك بسبب خلافات أسرية مع مطلقته.
في حين كان أعضاء الهيئة يناقشون موضوع العنف في المجتع مع مجموعة من ممثلي الدوائر الحكومية ذات الصلة فاجأهم الرجل بالدخول إلى المكان ممسكا بولاعة و قام على الفور بسكب البنزين على رأسه، قبل أن يهدد بإشعال النار في جسمه.
ذهل الحاضرون للموقف إلا أنهم هرعوا في حذر شديد إلى تهدئة الرجل الثائر لإقناعه بالعدول عن فكرته. استمر التفاوض بين الطرفين إلى ما يربو على العشرين دقيقة كان الجميع يتوقع خلالها أن يطلق الرجل شرارة الموت في أيما لحظة.
محكما قبضته على أداة الإشعال، لخص الرجل مأساته في حنق شديد ليتلقى وعوداً بمساعدته، و هو ما أسهم كثيراً في إطفاء نار غضبه و تهدئته و ذلك بفتح باب الأمل أمامه، ليلقي بعدها، طواعية، بمصدر الخطر.
بعد أن تلقى إسعافات أولية، أفاد الرجل أنه قد حُرم من مشاهدة أبنائه خلال السبع سنوات الماضية و أن حكما كان قد صدر ضده يقضي بأن يدفع لمطلقته مبلغ 45 ألف ريال مقابل إنفاقها على الأبناء طيلة تلك المدة. كما زعم أنه بالكاد يعيش على إعانة شهرية قدرها 800 ريال يتلقاها من الشؤون الاجتماعية.
يذكر أن بدايات هذا العام قد شهدت واقعتين لإزهاق النفس على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي، حيث فشلت الأولى حينما أقدم مواطن (42 عاما) بإضرام النار في نفسه عند إحدى محطات الوقود في مدينة الدمام، و قد اقتصر الأمر بعيد ذلك على الإصابة بحروق من الدرجة الثانية. أما في صامطة، فقد لقي مواطن مصرعه حرقا بعد أن سكب مادة الكيروسين على نفسه وأشعل النيران في جسده قبل أن يصل إليه المسعفون.