[منبع الطيب]

لكل زمان دولة ورجال



من هذا المنطلق ابدأ حديثي حول الموضوع ..
ففي زمن اجددانا وآبائنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله من بقي كانوا اشد حرصاَ على ان يعيشوا مستورين الحال يبحثون عن قوت يومهم ولا يحتاجون الى احد في مأكل او مشرب فنجدهم عاشوا حياة قاسية جافه مليئة بالصعاب وطريقهم كانت تملئه الاشواك والعقبات حتى يصلوا الى ما يريدون .. فقد عانوا الشح في المال وابتعدوا عن ترف الحياة ليس بخلاَ منهم ولكن لعدم وجود ما يسمى بالترف في يومهم المعيشي .
تجد منهم من كان يذهب باكراَ الى حقله او مزرعته او دكانه الصغير ويبقى هناك يكد ويعمل حتى المغيب حيث يعود الى اسرته واهل بيته
وهو منهك القوى يأكل ما يوجد ثم يستعد للنوم باكراَ حتى يبدأ يومه غداَ من جديد .. وهكذا .

اليوم .. يرى اجدادنا وأبائنا زمناَ لم يألفوه من قبل , يرو حياة لم يعيشوها من قبل .. يشعرون ان هذه الحياة ليس الحياة التي يريدون ان يحيوها
فكل ما حولهم لا يمس الى ماضيهم ولا الى كفاحهم او معاناتهم , لذا ولد لديهم هذا التهكم والرفض تجاه ابناء هذا الزمن الذي يرونهم بعين
من كان يراهم سابقاَ في جيلهم .

لقد تغير الزمان وربما المكان عند كثير من الناس فمنهم من ترك قريته او مدينته السابقه وانتقل الى مكاناَ اخر قد يكون مقراَ لعمله ورزقه
وقد تكون ظروفاَ اجبرته على هذا التغيير , وتغير اسلوب الحياة وتنوع نمط المعيشه وطغت الحياة العصريه بكل جوانبها على الشاب فاصبح
كل ما كان نوعاَ من الترف في الماضي اصبح الان ومع متطلبات الزمن من الضروريات الحتميه حتى يعيش الفرد على الاقل كسائر افراد
مجتمعه .. هذا من جانب نمط واسلوب المعيشه .
اما من جانب تفكير بعض الشباب ( وانا اشدد هنا على كلمة بعض ) بهذا الزمن والذي يغلب عليه نوع من الاتكاليه في تحمل المسؤليات بسبب وجود من يقوم بدلاَ عنه من مهام اوجدتها النمطيه المعيشيه لشاب 2011 فتجد ان لم يكن موظفاَ لديه مصروفاَ ثابتاَ من احد والديه وسيارة لتنقلاته الشخصيه
ليس للاهل دخل بها لوجود سائق بسيارة مستقله للعائله , وتجد بعض الفتيات (كذلك اشدد على كلمة بعض هنا) لا يعرفن من مسئوليات المنزل
سوى الاسم فقط فهن اما قي قاعات الجامعه او مع صديقاتهن او في غرفهن المقفله ..

هذه بعض المشاهد التي يراها ابائنا واجدادنا نحن عليها الان .. فمن الطبيعي ان يكون منهجهم دائماَ هو عدم الرضا على هذا الجيل والتهكم واتهامهم
بعدم الاحساس بالمسؤليه واستشعار فضل النعمة التي هم ينعمون بها .. فانا اعذرهم في ذلك .

لا اريد ان يفهم عني انني ضد اسلوب حياة الشباب بجنسيه هنا .. لا , انا مع الوسطيه فليس كل الشباب والفتيات هم عديمي المسؤليه ولا نستطيع ان
نصفهم بان الكمال من سجاياهم , ولكن عش حياتك بسعادة وراحة بال ما دام ذلك لا يؤثر على نفسك او على الاخرين ومن حق الاجيال ان تحيا في بحبوحة من رغد العيش فالحياة لن نعيشها سوى مرة واحده في العمر
ولهذا اوردت المقوله المشهوره بأعلى مشاركتي .. ( لكل زمان دولة ورجال ) .

شكراَ لك اخي الحبيب سعود على هكذا طرح