رائع جدا ..
حقيقة ذكرتِني بخاطرة كتبتها قبل فترة ..
أستبيحكُكِ عُذرا بإدراجها ...

على خاصرتهم يربطون الأحجار ... متكلين على غيرهم من المحسنين الأخيار ...
في سد جوعهم من جَور الزمن الغدّار ...
أفلا يجدون منّا لقمة عيشٍ حار ...
أو حتــّى نظرة تعيد لهم المفقود من الحنان ...
*****
يعيشون بين الجدران الخربة ...
متناولين لقمهم الصغيرة ...
فلا تجد لديهم فائض لقمة ...
ولا من الماء مجــرد قطرة ...
أفلا يجدون عندنا من المال مجرّد حفنة ...
*****
ومع كل هذه المعاناة المريرة ...
يستمتعون بالحياة وكأن لديهم كل النعم المفقودة ..
وكل الطموحات الحقيقيّة منها والخياليّة ...
وكل الأحلام التي في المستقبل مختفيّة ...
وكل الأموال التي في جيوب غيرهم محميّة ...
*****

لا إخوان لهم ولا أحبّة ...
سوى بعض المنافقين الخونة ...
المتزمّلين بلباس الوداعة والمحبّة ...
الداعين إلى أسوأ دين وأقبحه ...
لكن قلوبهم النقيّة هي ما تدفع عنهم هؤلاء الكفرة ...
*****

يعيشون في الحياة بكل سعادة ...
أسعد حتى من أولئك الأغنياء الماسكين من المال حتى أصغره ...
دافنين الأحزان في أكبر حفرة ...
جامعين الهموم في زجاجة ...
وقاذفيها في عرض اليم بلا عودة...
*****

وقد تعصف الأعاصير بقواربهم ...
وقد تكسّر الأمواج مجاديفهم ...
حتى إن وقف الناس جميعا ضدّهم ...
ففي النهاية لا يقف شيء في وجههم ...