رد: قضية الأسبوع {الحلقه الرابعه }بعنوان (ثقافة العيب عندما تغلف حياتنا)
أولاً ألف شكر لصاحبة الدعوة .
الحديث عن مفهوم العيب أو سياسة العيب يطول شرحه وتفاصيلة .
أنا من رأيي أن لا نقوم بفصل ديننا عن دنيانا ولا نخلط بين تعاليم الدين الإسلامي وما لا تهواه أنفسنا بما يسمى (عيب )
الدين واضح وصريح وحدوده واضحة والمحرمات وضحة أيضاً أعلاها الشرك بالله وقد يكون أصغرها البصق على الطريق اكرمكم الله .
وبكل أسف أصبحت تطلق كلمة العيب على المرأة في كثير من تصرفاتها حتى لو كانت محللة شرعا وقانوناً
فالكل يراها عيب وقد يفتي من عنده ويقول أنها حرام أيضاً مع أن الحرام واضح والحلال واضح ،
[OVERLINE]نضرب بعض الأمثلة على ماجاء في كلامي :[/OVERLINE]
* عندما تحد المرأة الظروف القاسية وتحتاج إلى وظيفة محترمة تساعدها على أعباء الحياة وقد لا تجد من محارمها
من يذهب بها لمقر عملها وتنحد على سائق بأجرة فهنا تتجه لها الألسن بأن ما تعمله حرام وعيب ويكثر عليها القال
والقيل قد تكون إمرأة شريفة عفيفة متمسكة بالحجاب الشرعي تلتزم الصمت وهي راكبة مع السائق في ذهابها وإيابها
فهل العيب أن تركب مع سائق وهي متحجبة ومتسترة ولازمة حدودها أم أن العيب أن تواجه صعوبات الحياة والفقر
أو تمارس أسلوب الشحاذة عند أبواب المساجد وعند إشارات المرور وخلاف ذلك . أو تعود أولادها على السرقة ونهب
مافي جيوب الغير لكي تعيش هي وعيالها في رغد من العيش . قد يجي البعض ويقول أن ركوب المرأة مع السائق حرام
لأنه أجنبي غير محرم لها أقول نعم هو أجنبي وغير محرم ولكن قد أفتى بعض العلماء عبر قناة التلفزيون السعودي وأنا
سمعت فتواه بنفسي بأن ركوب المرأة مع سائق في وسط البلدة وفي زحمة الشوارع وليست في مكان خلوي أي مقطوع
وخالي من البشر جائز ولا يعتبر خلوة أنما الخلوة لو ذهب بها خارج المدينة عبر طريق منقطع عن الناس هنا تعتبر خلوة
لكن كونها في طريق ملئ بالبشر والسيارات عن يمينها وعن شمالها وأمامها وخلفها فكيف تعتبر خلوة هنا يجب أن
لانخلط الحرام بالحلال ونتهم هذه العفيفة الشريفه بالعيب والعار من غير وجهة حق وهذا ما نلاحظه في هذا الزمان .
* كذلك من الأمور التي يعيب بها البعض على المرأة بالذات دخولها المنتدايات والكتابة فيها وخاصة المنتديات التي
يكثر فيها الرجال ويعتبرون ذلك أختلاط شئ مضحك ورب الكعبة مجرد حروف تقرأ ويتبادلها البعض فيما بينهم
يعتبر أختلاط ؟؟؟؟!!! لا صوت ولا صورة ولا شئ يجسد المرأة أو الرجل حتى نقول أنهم مختلطين .
ليس عيب أن تكتب المرأة وتوصل أفكارها وفكرها وثقافتها إلى من يفتقدها بل العيب أن تحجب وتحتكر ما تعلمته
داخل صدرها ولا تظهره لكي ينتفع به الأخرين فقد يكون هذا من باب العلم الذي ينتفع به في الأخرة ولها به صدقة .
فلماذا نحرمها من هذه الصدقة التي تؤديها من باب العيب والشرهة والأعراف التي أكل عليها الزمن وشرب ولم تنفع
من كان قبلنا ولن تنفعنا لو بقينا متمسكين بها . السيدة عائشة رضي الله عنها وصلت إلينا أكثر أحادين رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأسمها وكلامها مكتوب في كتب الحديث هل يتعبر ذلك عيب في عائشة حاشاها بنت الصديق .
* ومما يعاب على المرأة من باب العيب وليس من باب الحرام أن تلمح لأحد بأنها ترغب
الزواج من شخص ما أعجبت بدينة وخلقه أوبأمانته أو بأي صفة حميدة فيه ، فلو فعلت ذلك لأخذوها علكة في حلوقهم
ولصقوا بها كل كلام غير لائق متناسين في ذلك مافعلته السيدة خديجة رضي الله عنها ولنا فيها أسوة حسنة الشريفة العفيفة .
عندما أعجبت بسيد الخلق وأرسلت خادمها له تطلبه الزواج منها فهل هذا عيب في زماننا وليس عيب في زمن السيدة خديجة . والمرأة المؤمنة التي ذكرت في القرآن الكريم والتي وهبت نفسها لنبي صلى الله عليه وسلم
وذكرها القرآن الكرريم بقوله تعالى وَامْرأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَها للنَّبِـيّ ).
أنا أعتقد أن بعض الأعراف والتقاليد التي ليست من الدين في شئ من دعاوي الجاهلية يجب التخلص منها
والأبتعاد عنها لأنها تأخر الأمة عن المسار الصحيح وتضع العراقيل أمام الجميع من ممارسة حقوقه الشرعية
التي منحه الله أياها .
وفق الله الجميع إلى مايحب ويرضى .
وألف شكر وتقدير أختى العزيزة ذكرى محمد .
وأسفه على الإطالة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة نسيم السروات ; 05-04-2011 الساعة 02:07 AM.
|