جميل جداً هذا الطرح اخوي ابو فيصل بارك الله فيك
هذه قصة واقعية وتحصل كثيراً في بيوتنا ولا نلقي لها بال ..
الكارثة ليست في تهميش الاطفال ومتطلباتهم العقلية والوجدانية بل في حياتنا التي سلبت منا الكثير حتى بتنا لا نملك شيء من الوقت ولا العاطفة لكي نعطيها صغارنا ، أنا متأكده بأن الكثير منا يقرأ كتب عن سلوكيات الاطفال ومشاكلهم وكيفية التعامل معها وحلها وتطبيق كل مافي الكتب عليهم وبالتأكيد نحصل ولو على ربع من نتيجة إيجابية .. لكن يوجد أطفال طبيعتهم مختلفة ويحتاجون إلى وقت أكثر خاصة لو كان الطفل في السن الثالثة ومافوق وقد تكونت شخصيته وبدى عليه حب التملك وتعلقه بأمه بشكل غريب جداً ..
ابني حفظه الله لي لو تعلم اخوي ابو فيصل بأني لي اربع شهور وأنا واياه في مشروع إقناعه بإستقلاليته ، صنعت له جو خاص في غرفة النوم بأثاث طفل كامل وتلفزيون ورسيفر وقيم بوي وجميع انواع الالعاب وخروج للترفيه كل ويكند اما لمدينة العاب أو لاحد الاقارب ليجدد صداقاته ومع ذلك يكثر البكاء حتى لو اقفلت عليه الباب لمدة خمس دقائق لتغيير ملابسي مثلاً ! شيء غير معقول أربع شهور مضت ولم اتمكن من إقناعه ويرفض رفض تام أن تمضي عدة دقائق بدون أن يراني امام عينه أو يأتي من بعيد ليلمس يدي "جرعة حنان كما يسمونها" ثم يعاود اللعب فيرجع للمس يدي ثم يخرج وهكذا حتى ينتهي يومه وهو يشاركني سريري لا يغمض عينيه ويده ليست في يدي
مثل هؤلاء الاطفال نعطيهم الحب والقبلات في كل حين ولا نبخل عليهم ولكنهم حالة خاصة تستوجب الصبر عليهم حتى تكبر عقولهم وينضج تفكيرهم لأنهم لا يملون من طلب المزيد وشخصياتهم تتسم بالغيرة وحب التملك .
أما بالنسبة للأطفال الأشقياء فهم بحاجة إلى تربية بعيدة عن العنف لأن الشّد لا تأتي بخير وإنما تزيدهم عناداً وشقاوة وكثيراً ما اسمع بأن ملاطفتهم وأخذهم بقدر عقولهم بالرضى تعطي نتيجة إيجابية في التربية أكثر من الضرب والتهميش ، وفي كل الأحوال الأطفال لا يتشابهون في شخصياتهم فمنهم من تثمر فيه التربية ومنهم عكس ذلك على حسب نفسيته وظروفه ما إذا كان يعيش في جو أسري متكامل أو فاقد لأحد ابويه .!
اسأل الله أن يحفظ اطفالنا من كل شر وأن يهديهم وينبتهم نباتاً صالحاً
شكراً اخوي ابو فيصل .. تحياتي