[قناص الجنوب]

الهلال والوحدة.. الأرسنال وبيرمنغهام

الكاتب ::: عائض الحربي

يلتئم الرياضيون من جديد مساء اليوم على مائدة النهائيات السعودية، الليلة في ضيافة الوحدة، وبالأمس كان الجميع في ضيافة الهلال والشباب والنصر وقبله كنا في جدة في ضيافة العملاقين الاتحاد والأهلي، وغداً ربما تتجه البوصلة نحو الشرقية ثم لا بد أن نصل إلى الشمالية والجنوبية وحائل والقصيم وتبوك ونجران وجيزان، نعم بطولة واحدة وأمكنة متعددة.
فمدن الوطن الكبير مهيأة للاستضافة ومن حق جماهير أي ناد أن تحتفل كغيرها بكل بطولة وأن تكون شاهدة عيان على الحركة الرياضية.
عندما يلتقي الهلال بالوحدة الليلة تبدأ المرحلة الأولى في قطاف البطولات السعودية على صعيد الفرق الأولى، الهلال يسعى لتدعيم رقمه الشخصي قي البلوغ للقب العاشر في مسيرته المطرزة بالألقاب والانجازات المتلاحقة التي توجته زعيماً للأندية السعودية وسيداً لأندية القارة الأكبر، وبدوره يسعى المضيف الوحدة إلى تذكير جماهيره بماض جميل كان الفريق "المكاوي" حاضراً بنجومه ولاعبيه وانجازاته.
استغرب كثيراً من الحملة التي سبقت المباراة وتوجت الهلال بلقب البطولة دون احترام مشاعر للوحداويين وفريقهم المكافح الذي أخرج فرقاً ذات وزن ولها مكانتها في المسابقات السعودية، وأعجبني في هذا المضمار رد المشرف العام على كرة القدم في الوحدة حاتم خيمي الذي أعلن تحديه للهلاليين مؤكداً أن فريقه هو أول من صعد منصات التتويج في تاريخ الحركة الرياضية السعودية، بل أنه هو من علم الآخرين طريقة الحصول على البطولات، ويحق للكابتن خيمي أن يدافع عن فريقه بل ويذهب بعيداً إلى ترشيح فريقه لنيل اللقب الغالي، فكرة القدم لا تعترف بالفرق الكبيرة أو الصغيرة خصوصاً نهائيات بطولات الكؤوس، ولنا في نهائي كأس الرابطة الانجليزية خير مثال ففريق بحجم الأرسنال يخسر أمام فريق برمنغهام سيتي في مباراة عد نتيجتها النقاد مفاجأة طبيعية قياساً بما تحمله مباريات الكؤوس.
لا يهم من سيحقق الكأس الغالية، لكننا نمني أنفسنا بمباراة من طراز رفيع تتجلى فيها الروح الرياضية كما عودانا الفريقان الوحدة والهلال بضمهما لاعبين عرفوا بالأداء الراقي والعطاء المثالي، ونمنى أنفسنا أن تتفاعل الجماهير العريضة مع الحدث الكبير بتشجيع مثالي بعيداً عن الإساءات والعبارات المسيئة، ونتمنى أخيراً أن يكون الوطن الكبير حاضراً بين الجماهير، فهذا الوطن يستحق أن يكون دائماً في المدرجات وقبل ذلك في القلوب.