( الحياة علمتك أم أنت تعلمت منها )
خلق الله الإنس والجن في هذه الحياة لعبادة الله . كما قال تعالى : (( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) وإلى جانب عبادة الله لتطبيق المسلم لأركان الإسلام الخمسة , هناك عبادات كثيرة لا أستطيع حصرها في هذا المقال ولكن سأعطي الأخ القارئ إشارة إليها وهي الإتيان بما أمر الله به واجتناب مانهى عنه . ومن هنا أعود لصلب الموضوع وهو ( الحياة ) وقد أطلقت عليها اسم مستعار وهي السفينة . ولابد للسفينة من ربان يقودها إلى بر الأمان أو شاطئ الأمان , ولابد و أن تتوفر في القائد صفات شتى منها العقل السليم والذكاء المصحوب بالمهارة .
وأشير هنا إلى أن الحياة مليئة بالسفن ومليئة بالبحار والقيادات كثر , ولكن سأتحدث هنا عن القيادى والكابتن والربان الناجح . ألا وهو أنا وأنت وهو وهي ولنأخذ على سبيل المثال قيادة الأسرة فمن الأولى أن يكون رب الأسرة له صفات القائد المذكورة آنفاً ويضع له هدفاً محدداً في الحياة , وهو الوصول بأسرته إلى بر الأمان . مستشعراً عظم المسؤولية أمام الله في تربية الأطفال وتعليمهم والحرص المستمر حتى يصبحوا جيلاً صالحاً وكذلك معاملة الزوجة .. قال تعالى : (( ويحذركم الله نفسه )) وقال تعالى : (( ولا تحسبنّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون )) وقال تعالى : (( يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور )) وقال تعالى : (( إن الله لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) وقال تعالى : (( إن الله على كل شيء قدير )) ..
فأين من يضرب أبناءه بالسوط ويكوي أكفهم بالنار ويسجنهم , ويحرم زوجته من أبسط الحقوق التي عاهد الله على أدائها عند كتابة عقد الملاك . ويقضي معظم الأوقات مع الشلل الفاسدة وعمل ما لايرضي الله , فأين الهدف النبيل أين القيادة الحكيمة للأسرة , فيجب على كل إنسان محاسبة النفس في الدنيا قبل أن يقابل الله وهو منتهك محارمه , مقصراً في أداء الواجبات مفرطاً فيما استرعاه الله , قال تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) .
أخي القارئ الكريم أطلعك على آخر خبر في تصرفات الرجال ولا رجال والذين قد نزعت الرحمة من قلوبهم نحو أبنائهم فأحد أولئك كان يريد النوم ولديه إبنه عمرها ستة أشهر فقط , فأخذت في البكاء فأزعجته وربما كانت تبكي وتتألم من مرض ألمّ بها فما كان منه إلا أن قام بلكمها عدة مرات حتى فارقت الحياة ..!
أريد حكمك أخي القارئ على مثل هذا ومن هو على شاكلته . الله يسمعنا خيراً وإلى لقاء ..
|