عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2011, 07:59 AM
الصورة الرمزية أحمد العدواني
أحمد العدواني أحمد العدواني غير متواجد حالياً
عضوية شرفيه خاصة
 






أحمد العدواني is on a distinguished road
افتراضي مميزٌ ، ملهمٌ ، وقدوة ـ قد كان ـ وإذْ به مفسدٌ خائنٌ مُتلاعب ( أتُرانا خُدعنا ؟؟ )

السلام عليكم


ـ رحلتي وواقع الحال العجيب ـ

وَقْتَ كانت مهامُ القيادة والإدارة تُوكل لأهلها الثقات المقتدرين كانوا بدورهم أهلاً لها وعلى قدر من الأمانة والإخلاص ، ولم يكن لأحد أن يرتاب منهم أو يُشُكك بهم وبصدقهم وإخلاصهم ، ذاك أنهم جاؤوا في أزمنةٍ ندَر فيها وجود المتلونين المنافقين ، وفي وقتٍ كانت أمارات النفاق تظهر للعامة فينزلون صاحبها منزلته ويمنحونه قدره وما يستحق .. يحَيّدونه ويهمشونه دون حاجة لمواجهته بفداحة أفعاله أو الإعلانٍ له بممارساته النفائقية فيُترك لمصيره وعاقبة صنيعه الذي تنبذه كافة الأديان والأعراف ، فلطالما كان المنافق المُرائي محطّ تنّدُر الجميع وسخريتهم وترقبهم لما سيؤول إليه حاله كمحتوم قدرٍ مدركهُ ولاحقٌ به لا محالة .


كان مردُّ تلك السهولة في تمييز تلك الفئة المنبوذة من البشر أن مجتمعات تلك الحقب والعصور كانت صغيرة متقاربة متوادة يتعامل أفرادها مع بعضهم البعض مباشرة ووجهاً لوجه ( تعاملاً حقيقياً ) أبعد ما يكون عن الزيف .


لكنّا وفي عصرٍ غدت فيه فضاءات الإعلام الأثيري ( المتنوعة ) المتحكم والموجّه الأساس لقناعات واختيار البشر أصبح من الصعوبة بمكان كشف ومعرفة خفايا المنافقين وتمييزهم ، فأقنعتهم كثيرة ومتنوعة ، وأساليبهم غامضة محيرة ، يحسنون اختيار الأخلاء من شاكلهم ، ومن يتوسمون بهم مسايرتهم والتستر على فضائحهم .


سنين وذلك ( الاسم ) يجد من الإشادة والمديح و( التطبيل ) ما لا حيلة حتى لعلماء الحساب والإحصاء بحصره فصار له ( هيلماناً ) ظاهراً وحاز مكانةً غير مسبوقة ، أقل هو من أن يستحقها ، وأحسن الجميع الظن به وأخلاقياته وصلاحه ، فجأة ودون سابق إنذار .. وإذْ بوقائع الحال تكشف فساده وخيانته وتلاعبه ، فقد ظهر أنه استغل ثقةً منحت له وتقديراً حظي به وسلك طرق الخائنين ، وأمعن في فساده وإفساده ، ولم يتوقف عند ذلك ، بل علمّ فنونه الخاصة تلك لكثيرين من حوله ، ذاك جميعه ، مارسه بصمت مطبق وفي خفاء وتوارٍ عن الأنظار ، والجميع من حوله لا يزالون يمنحونه الثقة تتلوها الثقة ويحسنون به الظن..

.
.
.
.

وحين حلّت ساعة القيام وبانت تباشير الثورة وبزغ فجرالحرية تكشفت الحقائق وأفاق شعب مصر العظيم على فاجعة أن صاحب ذلك الاسم المجيد ورئيسهم الحذق المتذاكي (من درج ـ ومعه زبانيته ـ على التبجح بأنهم أوصلوا مصر لعصر التطور والتقدم والحرية ) كاآآآآان ( علي بابا ) عصره وأنه اختار لخداع هذا الشعب المسكين سياسةً شيطانيةً عجيبةً تُظهره بمظهر الودود اللين الحانُّ على شعبه ( وليس أبلغ من شاهد على ذلك إلا لقطات تُكررعرضها بعض القنوات الإخبارية ، تُظهره في أحد مراكز الإقتراع والإنتخاب إبان حكمه وفي مناسبات أخرى بصحبة زوجته الهادئة المستكينة وابنه الأكبر " جمال " ذلك الحمل الوديع ومعهم صانع امبراطورية الكذب والإحتيال " صفوت الشريف " وآخر .. وهم يتصنعون جميعاً البساطة والعفوية وتقاسيم البراءة ظاهرةٌ على محياهم ـ كما يظهر في هذا المقطع ) :ـ


إنها نهاية النفاق والفساد وخيانة الأمانة والتلاعب بالآخرين ومشاعرهم ، و ساعة الحقيقة التي كان لا بد يوماً أن تظهر .

مليارات الدولارات وصفقات هي الأضخم عالمياً حوّل من خلالها هذا الطاغية المفسد ـ ومن انتقاهم ليكونوا ذراعه الضارب ـ موارد ومقدرات هذه الدولة العظيمة في كل شيء وشركاتها العامة إلى شركات خاصة يذهب أكثر من ثلثي ريعها وأرباحها لجيبه وأبنائه وزوجته ، وليس بأشهرها إلا شركة الحديد الوطنية بالأسكندرية التي بيعت للمسفد الآخر ( أحمد عز ) بثمن بخس لتتحول إلى واحدة من أكبر شركات الحديد بالشرق الأوسط تحت مسمى ( حديد عز ) وغيرها الكثير .

كان بطلاً ـ نعم ـ وقت حرب الـ 67 وَ 73 ، وتغنّى به الجميع ، لكنها بطولة قاصرة وقتية ، أصحابها قاصروا همةٍ ، عشاق دنيا ، فمن أعقبها وبدّلها بارتكاس مبادئه وأخلاقه وقيمه وارتهن لشهواته وأفسدته السلطة ومعها المال ومطامع الدنيا .. لا يستغرب أن تبدأ نكساته ( التي مُررت وسُكت عنها ) بأن يكون أحد رموز معاهدة الخيانة مع الكيان الصهيوني المغتصب وأن يتحول من رمزٍ وبطل قومي وأبٍ روحي ومادي لشعبه ويشار له بالبنان إلى وضيع نفسٍ ، محقرٍ لكرامة شعبه ، مغتصباً حقوقهم مرتمياً في أحضان الإسرائيليين لدرجة أن أبرم معهم عقود بيع الغاز المصري بثلث قيمته السوقية ويُباع في الداخل المصري بسعره العالمي .

ذاك سيادة " الريس " حسني ، وقد استحق وأبناؤه " طُرة " كأفضل منتجع يليق بهم ، كانوا ـ في ماضي عهدهم ـ يولونه الاهتمام والتقدير ويكرّمون به ضيوف ( حقدهم وانتقامهم من مخالفيهم من الشعب " الغلبان " ) وقد أصبح خير حاوٍ لامٍ لهم ومعهم ( الأربعين حرامي )..
وليس ببعيد عن سيادته الهارب بن علي ، وطبيب العيون الأعمى بشار ، وحضرة الشاويش علي صالح والقبطان الضاحك المهرج " نامق " القذافي ، ولئن تباينت أوضاع بلدانهم فإن قاسماً مشتركاً يجمعهم ( الديكتاتورية والسرقة والإفساد والإجرام ) طيلة سني حكمهم التي اختاروا مع قرب أفولها أن تكون دمويةً لأعدائهم ( ليسوا الصهاينة بطبيعة الحال ) بل أعدائهم الشرسين شعوبهم المقهورة ( سحلٌ وترويعٌ وقتلٌ وسفكُ دماء )
متناسين قول الباري جلّ في علاه (( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ))
وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " لزوال السماوات والأرض أهون عند الله من سفك دم امريء مسلم " وقوله عليه الصلاة والسلام " لو اجتمع أهل السماوات وأهل الأرض على قتل رجل مسلم لأكبهم الله في النار "وقوله صلوات ربي عليه " لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ً " صدق العدل الحق سبحانه وصدق رسوله الكريم .

ختام رحلتي الطويلة المضنية ..

رأيتني أقف على أطراف ميدان التحرير وسط قاهرة المعز أتأمل بقايا قدمي صنمٍ صامت اسمه ( حصني ) ، ورأيتني قبلها على أطراف أحد ميادين تونس أتأمل أثر صنمٍ آخر تم سحقه ومساواته بالتراب ، ورأيتني أقف ثالثة على أطراف ميدان التغيير في صنعاء أراقب صنماً بالياً وقد قُطعت يداه وأُعمل في جانب منه ، ورأيتني رابعةً في ميدانٍ من ميادين طرابلس الغرب أتأمل صنماً رابعاً تلقّى ضربات فؤوس متتالية على قدميه وخاصرته فأثنته وبدا راكعاً منهزماً تمانعه أن يهوي ( بقايا عصاً هشةً ) يتكيء عليها جذعه العلوي ، ورأيتني خامسةً وقد لا تكون الأخيرة على مقربةً من أحد ميادين دمشق أراقب وأتأمل صنماً خامساً طويل النجاد وقد فُقئت عيناه الجامدتان الغائرتان بـ ( مسامير متينة صلدة ) وغُرس في رأسه ( أزميرٌ حادٌ عتي ) ..

رأيتني ورأيتني .. والدهشة تعلو محياي .. وأخذتُ أهمس مع ذاتي ولها :

" ألا ما أكثر أصنام قومي .. وما أكثر عُبادها "

فهمسَتْ بدورها لي وفي أُذني :ـ

ألا ما أعجبها من سقطات وفضآآآآئح !!

مودتي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد العدواني ; 03-05-2011 الساعة 10:15 AM.
رد مع اقتباس