العقيـــد صــالح .. ولعبة النســــاء
السلام عليكم
قال لي في جلسة أخوية رداً على نقدي له : " ومن منا لا يعشق النساء " ، أيدته وأنكرت عليه في آن .. أيدته لأن المرأة واقعاً أساس الرجل ونصف المجتمع وبدونها لا حياة ولا وجوداً " كريماً " له ، وأنكرت عليه " مع ذاتي " لعلمي بما كان يرمي إليه ..
أعدت تحليل قوله فوجدته ( من جانب ) لم يجاف حقيقةً .. فلطالما كانت المرأة شغل الرجل الشاغل ، فطول مراحل سنيه يجد نفسه " طواعيةً " ورغماً عنه وقد ارتبط بالأنثى ، يتعلق بها صغيراً " أمه " ، يهيم بها وتغدو أسيرة عقله وكيانه " مراهقاً " ، يقترن بها ويشاركها حياة الفرح والسعادة والمؤادمة " زوجاً " ، ثم تتراخى عزائم مشاعره ورغم تقادم السنين ودخوله ودخولها مرحلة الشيخوخه والهرم يجد نفسه ( غصباً ) وقد ربط ورهن مصيره وما بقي له من عمر بها ..
عوداً لقول صديقي ونظرته .. هل عامة الرجال متسلطون ، ظالمون مصادرون حقوق المرأة متجاوزون عليها برغم كل هذا المصير المشترك المرتبط بالأنثى وجوداً وكياناً ؟؟
سؤالٌ كهذا يحتاج لبحث مطول .. وإجابته ليست بالهينة ..
لكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن كثيرين من الرجال قد استغلوا المرأة أسوأ استغلال ، والبعض منهم مطية لرغباته وشهواته ..
ليس بآخرهم و ( أغباهم ) إلا العقيد إياه ، فلقد ظهر بمظهرٍ مخزٍ تندر عليه من خلاله الكثيرون ، وأدركوا يقيناً أنه خبيث نوايا و( متلاعبٌ ) بدرجة امتياز ، فلم يحفظ للمرأة كرامتها وشرفها ، وتطاول عليها علانية ، بل ورماها في شرفها ..
لم يكن عقيد اليمن ورئيسه الأهوج المترنح ( علي عبدالله صالح ) بحاجة لأن يظهر أمام شعبه ممتشقاً ميكرفوناً لا يحسن حتى التعامل معه في كل مرة يظهر فيها يخاطب مناصريه ليصم نساء وحرائر اليمن بأنهن ارتكبن محضوراً شرعياً بنزولهن للشارع للتنديد بأعماله الإجرامية وفساده ومطالبته بالرحيل جنباً إلى جنب مع رجال اليمن الشرفاء .. فيفتي سماحته بحرمة اختلاط من هذا النوع الثوري ، لم نره وفق عقيدته وفكره ، لكن العقيد رآه ووصفه وصنفه ثم أصدر عليه حكمه ؟؟!!
لقد نسي سعادة العقيد المبجل أو تناسى ، عّمِي أو تعامى عن حقيقةٍ ظاهرة أمامه كانت فيها مجموعات من نساء اليمن من مناصريه يزاحمن الرجال ويحملن صوراً لسعادة الرفيق الرئيس ، وأبى إلا أن يُحرِّم على غيره ما حلله لنفسه وكأني به ينتظر ممن بقي لديه شيئاً من ضمير ممن كانوا بجانبه أن يصرخ في وجهه يا رفقينا العقيد :
أحــــلالٌ على بلابلكَ الدوحُ ** حرامٌ على الطيرِ من كلِ جنسِ ؟؟!!
بل ونسي أنه ذات مرةٍ ( وفي عهدٍ قريب جداً ) وفي افتتاح بطولة كأس الخليج 20 كان من أسعد الحاضرين بتراقص اليمنيات في ميدان ملعب الإفتتاح ، وابتسامةً صارخةً تعلو محياه البائس ، لدرجة أني خشيت عليه ( انشداق ) لحيه من فرط السرور والبهجة ، كن ( نساء الإفتتاح ) مائلات مميلات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، ويشاركن رجال الإفتتاح الراقصين الإبتسامة وحتى التشابك بالأيادي عملاً بطبيعة الفلكلور اليمني الذي نشاهده كثيراً في حفلات سمر أيوب طارش وفيصل علوي ومحمد مرشد ناجي وأمل كعدل ..
بينما ظهرت مجاميع حرائر اليمن الثائرات ضد نظام هذا الطاغية المكار في كامل حشمتهن ولباسهن الشرعي وفي مناطق منعزلة عن مجاميع الرجال في ميادين صنعاء وتعز وعدن وأب والحديدة ونرى ذلك بجلاء لا يمكن توريته ولا تزييفه عبر قنوات إخبارية عدة ..
لقد كانت لعبةً سخيفة من عقيد اليمن ، لعبةٌ لم تنطلِ على من هم خارج اليمن فكيف بمن هم داخله !!
خسر الرئيس اليمني الكثير ، وسيخسر دام أنه اختار الكذب والدجل على ملايين من شعبه طريقاً وسبيلاً له لإثبات شرعيته ( الغير شرعية ) ، ودام أنه لم يراع رغباتهم واختيارهم ، وتجاوزه للقدح في شرفهم ودينهم ..
المشهد اليمني غدا أكثر تعقيداً ونظامه الحالي يستخدم ألاعيب وسبل كثيرة منذ بداية الثورة ، ووصل به الأمر إلى محاولة تشويه صورة اليمنيات ظناً منه أنها ألاعيب وخطط قابلة للنجاح وستنطلي على المجتمع اليمني والدولي .. لكن ، ولأن دور المرأة وحضورها كان فاعلاً مشاهداً و مميزاً في ثورات سابقة في تونس ومصرونجحت باقتدار ، فلن يكون اليمن استثناءاً ، وستقود حرائره رأس العقيد إلى مقصلة العدالة ، فهناك مئات الآلاف بل الملايين من على شاكلة ( توكل كرمان ) من هزّت بإرادتها وصدقها وعلو همتها عرش ابن صالح وزمرته .. وذلك ما يخشاه ابن صالح " العقيد " .
" لا بد من صنعاء وإن طال السفر" .. مقولةٌ نعرفها ، وكأني بها شعارُ كل يمني شريف ويمنية حرة أعلنوا اليوم بصوت جهوري حانق زحفهم على قصر الرئيس ( العقيد ) لإرغامه على الرحيل ، وربما الهروب ، تمهيداً لمحاكمته على كل ما اقترفه بحق شعبه رجالاً ونساءً وآخرهُ مّهرَهُ جنائزهم التي لم تجف دمائها بعد بحنوطٍ ( مقرفٍ ) قذف به كل يمنيةٍ حرةٍ شريفة في عفتها وشرفها .. وليُرمى بعدها إلى " مزبلة التاريخ " .
مودتي للجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|