[فهد سعود الزهراني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طبعا العنوان غريب شوي ولكنه ضمن الكلام الذي سمعته من امامنا حفظه الله ووفقه الذي القى على اسماعنا خطبة الجمعة لهذا اليوم...وكانت عن آفة المخدرات واضرارها..

وانا هنا لست في موقف المعترض على المعلومات التي ذكرها الشيخ حفظه الله ولست في مقام الافتاء والتخطئة فجل ماذكره هو نقولات عن ائمة العلم رحم الله من مات منهم.

لفت نظري في الخطبة امران احدهما ماذكرته في العنوان وهو مانسبه لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا الامر لا يمكن ان انفيه بالاطلاق فالمخدرات آفه ولا تستغرب اي فعل يصدر ممن ابتلي بها لسبب بسيط انها تذهب العقل وبالتالي اذا ذهب العقل فكل جريمة يمكن ان ترتكتب من هؤلاء شفاهم الله وهداهم.

ولكني في نفس الوقت تخليت نفسي وأنا المعني بالكلام والنصيحة من الشيخ حفظه الله ...فعندما اسمع مثل هذه الكلمة وهذا الحكم ماذا سوف تكون ردة الفعل عندي ...؟؟؟

ان اختيار الكلام والحرص على انتقاء المفردات بعناية لهو امر مهم جدا عند توجيه الكلام لهذه الفئة التي في النهاية هم ابناءنا وليس لنا بدّ من الاخذ بأيديهم وانتشالهم من هذا الوحل الذي قدر الله لهم ان يعيشوا فيه..

ان مثل هذه الالفاظ مما تأباه النفوس ومثلما ذكرت سابقا على فرض صحتها وتحققها في البعض فليست على الاطلاق في كل الناس كما انها من وجهة نظري تسبب صرف النظر من هؤلاء عن كلام الشيخ كاملا وتجعلهم يتخذون موقف سلبي تجاه نصائحه والبعض اذا سمع جزئية لو بسيطة لا تتلائم مع فكره ورؤيته لم يقبل باقي الكلام ولم يستسغ سماع باقي النصائح ...

الامر الثاني الذي لفت نظري انه اختار قصة واحدة فقط وقد صدق عندما ذكر انها من بين ملايين القصص التي وردت عن هؤلاء ولكن العجب انه اختار قصة مع احترامي الكبير لا اعتقد ان العقل يصدقها وعلى فرض صحتها هناك الكثير غيرها مما يؤتي اكله وتكون اقرب الى الواقع وفي نفس الوقت مؤكدة المصادر ويستطيع احالتهم الى القصص الحقيقية التي نشرت وصورت ووثقت في كتب وجرايد ومجلات وقنوات اعلامية.

القصة ان هناك من كان يطلب من امه المال من اجل شراء المخدرات وكانت امه المسكينه تعطيه كل مرة من فرط حبها في فلذة كبدها ولكن عندما اعتذرت في المرة الاخيرة لعدم توفر المال لديها اخذ المسدس واطلق على نفسه طلقة واحدة ولكنه لم يمت فعند ذاك قامت امه واخذت المسدس واكلمت باقي الطلقات في راسه وذهبت وسلمت نفسها للشرطة. وكما تعلمون ان هناك قصة فيها نفس السيناريو تقريبا حدثت في مدينه الباحة ونشرت في الصحف الرسمية ولكن النهاية انه قام بأحراق امه في حصن ولا حول ولاقوة الا بالله واعتقد ان هذه القصة مثبوتة المصدر وفي نفس الوقت فيها عبرة وعظة وتأثير عجيب لمن يسمعها ولكن القصة الاولى لا اعتقد ان عاقلا يصدق ان هناك من ترى ولدها مصاب امامها وبدلا من انقاذه تقوم بافراغ ماتبقى من رصاص في رأسه ..

خلاصة الموضوع يجب اختيار القصص الواقعية والمثبوتة المصدر وفي نفس الوقت اختيار من يناسب الحال ويقبله المتلقي من الكلام والنصائح وليس كلما دون صح اطلاقه فنحن نعرف ان اكثر ماحورب في بلدنا هي المخدرات والتدخين ومع ذلك لازال اعداد الناس المتبلين فيهما بازدياد عجيب .

اتنور بكل رأي منكم هنا...