السلامعليكم ورحمة اللهوبركاته
نحن على مشارف شهر رجب، ولا شك أن هذا الشهر من الأشهر الحرم، وهي:
(رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم)
ولعل البعض منكن ترى كثرة توافد المعتمرين في هذا الشهر،وتخصيصه بعمرة ونوافل أخرى،
وقد نبه العلماء بأن تخصيصهذا الشهر بعبادة معينة، ابتداع في الدين،
ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من: صلاة الرغائب، وصلاة أمداود في نصف رجب، والتصدق عن روح الموتى، و الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه،وزيارة المقابر، والاحتفال بليلة السابع والعشرين منه، والتي يزعم بعضهم أنها ليلةالإسراء والمعراج، وكل هذه من العبادات المبتدعة، التي تُرد علىصاحبها.
وقد ألف ابن حجر العسقلاني رحمه الله رسالة بعنوان:
)تبيين العجب بما ورد في شهر رجب من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة)
مع التنبيه إلى أنه ورد أن السلف من هذه الأمة كانوا يدعون الله ستةأشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم،
وهذا من الشوق إلى الأزمان الفاضلة، ومضاعفة الحسنات في ذلك الشهرالكريم،
نسأل الله أن يبلغنا وإياكمإياه.
وقد سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله – عن بعض الأحاديث في فضل شهر رجب وشعبان وفضل الصوم فيهما. فأجاب:
بأنه لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح، وأجود ما فيه كما قال شيخالإسلام ابن تيمية أجود ما فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب: )اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان(
على أن الحديث هذا أيضاًمتكلم فيه،
وعلى هذا فلا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه منالأشهر الحرم فقط، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولاشيء، هو كغيره من الشهور.
أما شعبان فنعم يمتاز عنغيره بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر صومه، بل كان يصومه كله إلا قليلاً،فينبغي الإكثار من الصيام في شعبان)). أ.هـ.
فعلينا أخواني الكرام أخواتي الكريمات التنبيه لمن يجهل ذلك،والإحالة إلى كلام أهلالعلم حول هذا الموضوع.
بلغني الله وإياكن شهررمضان، ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
اللهم أرنا الحق حقاًوارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنااجتنابه.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادكالصالحين،،،
آمين.