الله يرحمه وموتى المسلمين هذا دم وهذا ما جنته يده وهذا عدل الله ..
نسأل الله له العفو والعافية .
قال تعالى ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) ( 32)
وفي تفسير الطبري
حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـيـما ذكر عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، وعن مرّة الهمدانـي، عن عبد الله، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله: ** مَنْ قَتَلَ نَفْساً بغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِـي الأرْضِ فَكأنَـمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } عند الـمقتول، يقول فـي الإثم: ومن أحياها فـاستنقذها من هلكة، فكأنـما أحيا الناس جميعاً عند الـمستنقَذ.
وقال آخرون: معنى ذلك: أن قاتل النفس الـمـحرّم قتلها يصلـي النار كما يصلاها لو قتل الناس جميعاً، ومن أحياها: من سلـم من قتلها فقد سلـم من قتل الناس جميعاً. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي، عن خَصِيف، عن مـجاهد، عن ابن عبـاس، قال: ** مَنْ أحْياها فَكأنَـمَا أحيْا النَّاسَ جَمِيعاً } قال: من كفّ عن قتلها فقد أحياها، ومن قتل نفساً بغير نفس فكأنـما قتل الناس جميعاً. قال: ومن أوبقها.
حدثنـي الـحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفـيان، عن خصيف، عن مـجاهد، قال: من أوبق نفساً فكما لو قتل الناس جميعاً، ومن أحياها وسلـم من طلبها فلـم يقتلها فقد سلـم من قتل الناس جميعاً. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن شريك، عن خصيف، عن مـجاهد: ** فَكأنَـمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أحْياها فَكأنَـما أحيْا النَّاسَ جَمِيعاً } لـم يقتلها، وقد سلـم منه الناس جميعاً لـم يقتل أحداً.
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا سويد، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن الأوزاعي، قال: أخبرنا عبدة ابن أبـي لُبـابة، قال: سألت مـجاهداً، أو سمعته يُسْئل عن قوله: ** مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ فِـي الأرْضِ فَكأنَـمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } قال: لو قتل الناس جميعاً كان جزاؤه جهنـم خالداً فـيها، وغضب الله علـيه ولعنه، وأعدّ له عذابـاً عظيـماً.
حدثنـي الـمثنى، قال:ثنا سويد، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن ابن جريج قراءة، عن الأعرج، عن مـجاهد فـي قوله: ** فَكأنَـما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } قال: الذي يقتل النفس الـمؤمنة متعمداً، جعل الله جزاءه جهنـم، وغضب الله علـيه ولعنه، وأعدّ له عذابـاً عظيـماً يقول: لو قتل الناس جميعاً لـم يزد علـى مثل ذلك من العذاب قال ابن جريج، قال مـجاهد: ** وَمَنْ أحْياها فَكأنَـما أحيا النَّاسَ جَمِيعاً } قال: من لـم يقتل أحداً فقد استراح الناس منه
وفي تفسير ابن كثير:
أي: من قتل نفساً بغير سبب؛ من قصاص أو فساد في الأرض، واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية، فكأنما قتل الناس جميعاً؛ لأنه لا فرق عنده بين نفس ونفس، ومن أحياها، أي: حرم قتلها، واعتقد ذلك، فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار، ولهذا قال: ** فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } وقال الأعمش وغيره، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: جئت لأنصرك، وقد طاب الضرب يا أمير المؤمنين فقال: يا أباهريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً، وإياي معهم؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت رجلاً واحداً، فكأنما قتلت الناس جميعاً، فانصرف مأذوناً لك، مأجوراً غير مأزور، قال: فانصرفت، ولم أقاتل. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو كما قال الله تعالى: ** مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } وإحياؤها ألا يقتل نفساً حرمها الله، فذلك الذي أحيا الناس جميعاً، يعني: أنه من حرم قتلها إلا بحق، حيي الناس منه، وهكذا قال مجاهد: ومن أحياها، أي: كف عن قتلها.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ** فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } ، يقول: من قتل نفساً واحدة حرمها الله، فهو مثل من قتل الناس جميعاً. وقال سعيد بن جبير: من استحل دم مسلم، فكأنما استحل دماء الناس جميعاً، ومن حرم دم مسلم، فكأنما حرم دماء الناس جميعاً، هذا قول وهو الأظهر. وقال عكرمة والعوفي عن ابن عباس: من قتل نبياً أو إمام عدل، فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن شدّ على عضد نبي أو إمام عدل، فكأنما أحيا الناس جميعاً، رواه بان جرير. وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً، وذلك لأن من قتل النفس، فله النار، فهو كما لو قتل الناس كلهم. قال ابن جريج، عن الأعرج، عن مجاهد في قوله: ** فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } من قتل النفس المؤمنة متعمداً، جعل الله جزاءه جهنم، وغضب عليه ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً، يقول: لو قتل الناس جميعاً، لم يزد على مثل ذلك العذاب، قال ابن جريج: قال مجاهد: ** وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } قال: من لم يقتل أحداً، فقد حيي الناس منه.