[يحيى اللساب1]

في كل عصر .. و في كل حين .. تطل علينا نماذج مشرقة من أناس تزدان هذه الدنيا بوجودهم .. لله درك يا شيخ ..

و في يوم ملكة ابنته ..

سأل الشيخ : كم المهر ؟ ..

أخرج الشاب الظرف و قال : ثلاثين ألف يا شيخ ..

تغيرت نظرات والد البنت .. التفت إلى الشيخ ثم التفت سريعاً إلى الشاب ..

أخذ الظرف و عيناه تكاد تخرج من مكانها ..

ألقى بالظرف على الشاب و قال : أنا بنتي مهرها ثلاثين ألف ؟؟!! بنتي مهرها أكبر من كذا ..

في هذه اللحظه تمنى الشاب أن الأرض ابتلعته و لم يقف هذا الموقف .. ينظر إلى والد البنت بعينان ملؤها الإستغراب .. الحزن .. الحقد ..

أكمل والد البنت قائلاً .. بنتي مهرها أكبر من كذا ..

بنتي مهرها أنت !! .. نعم أنت !! اشتريناك ديناً و خلقاً .. التفت على الشيخ سريعاً و قال : اكتب ريال يا شيخ ( تطبيقاً للسنه ) !! .. أنا سأتكفل بتجهيز بنتي !! ..

يحدثني والد البنت يقول بفضل الله كان لهذا الشيء آثاراً جيدة فقد أخذت أم الشاب المبلغ و أهدته للبنت بعد زواجهم .. و أصبحت تحب هذه البنت حباً شديداً و كأنها بنتاً من بناتها ..

خفف المهر فبارك الله لإبنته في حياتها ..

أما الرجل فقد أحب زوجته و والدها حباً شديداً ..

رفع والد البنت لي جوالاً ثميناً كان بيده و قال : هذه هدية من نسيبي .. و أنا أقول في نفسي تستاهل أكثر يا عم ..

والله الذي لا إله إلا هو أني أعرفه منذ خرجت على هذه الدنيا .. و لو لا خوفي من زعله لذكرت اسمه ..

عرفته رجلاً صالحاً تقياً .. أسأل الله أن يطيل في عمره و أن يفرج عنه الكرب الذي حلّ به ..
****************************
منقول للعبرة والفائدة