[سعودي وافتخر]

بسم الله الرحمن الرحيم




نحن نعيش في دار قد أعدّها خالقها للامتحان

والاختبار ونحن الذين قد فرض علينا تأدية

ذلك الامتحان.

وعندما نتأمل في أسئلة الحلال والحرام نجد

أن الخيارات المتاحة إلينا للإجابة والنجاح

كثيرة وواسعة فالحلال الذي لنا الاختيار في

التوغل فيه واسع جدا كما قال سبحانه :

(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا )

ولم يحرّم علينا إلا ما هو خبيث كما قال سبحانه :

(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) .

فما أحلّ الله لنا أكثر وأوسع مما حرّم علينا

والمطلوب منّا للنجاح :

أن ندع القليل الضيّق

ونشتغل بالكثير الواسع

ويمكن لنا أن ننجح بتفوق لو اشتغلنا بدل

المباحات بالمستحبات وهي كثيرة وواسعة جدا .

وأما بالنسبة لأسئلة الواجبات فمجالها واسعا جدا

فمثلا الصلاة فانه سبحانه لم يوجب علينا في النهار

والليل إلا خمس صلوات لا تتجاوز كلها النصف ساعة


ولا ننسى أن في هذا الامتحان توجد تسهيلات مذهلة

ورائعة للغاية وهي :

أن الذي يفشل في أسئلة الحلال والحرام بارتكاب الحرام

أو يفشل في أسئلة الواجبات بترك الواجب

له الحق في الرجوع الى فعل الواجب وترك الحرام ما دام

وقت الامتحان باقيا فيتولى الله سبحانه محو أخطائه

هل تتوقع أن هذا كثير ؟
نعم هو كثير بل يوجد أكثر من ذلك وهو

أن يبدل الأخطاء الى إجابات صحيحة كما

قال سبحانه : (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )

فمن يفشل في الامتحان بعد ذلك ؟؟؟

إلا من يريد ويختار الفشل ويصرّ عليه الى آخر الوقت المحدد

( وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ) .

بل لو أعطيت لهم نتائج الامتحان يوم الحساب

وسقطوا في جهنم ثم طلبوا العودة الى دار الامتحان

لتلافي ما فات فإنهم سيختاروا الفشل ثانيا وسيصروا

عليه كما قال تعالى :
( ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون ) .