[نسيم السروات]

ما أجمل الديرة وما أجمل الأوقات التي نقضيها فيها بجميع أحوالها وظروفها فالسفر لها هي رحلة العمر التي لا تنسى

عن نفسي وعن من حولي من الأهل والأقارب نعد لها ونحسب متى تجي فهي المتنفس الوحيد لنا بعد عناء عام كامل من

الجهد والمشقة والدوام والمدارس والمذاكرة ومتابعة العيال والسهر عليهم أيام الأختبارات .

وعندما تجي العطلة فأننا نتنفس الصعداء فيها ونذهب لكي نشم الهواء الطلق ونتمع أعيننا بالمناظر الطبيعية

لو فقط نشوف الغيوم والمطر ونسمع الراعد ونبعد عن جو الكأبة في المدن والعيش وراء الأبواب والجدران

بالنسبة للعزائم والمناسبات فهي أجمل شئ كملتقى بمن مرت عليك شهور وقد تكون سنين لم تقابلهم وصلة رحم وأداء واجب

وبالمناسة صار الناس متفهمين لظروف بعض فصار الشخص يستطيع أن يعتذر عن بعض المناسبات واليس مجبر بأن يحضر كل

المناسبات ولو اعتذر ليس هناك مشكلة كبيرة مثل ما كان في الماضي فيها زعل أو شئ من هذا القبيل .

أما من ناحية التكاليف فليست بهذه الدرجة فأكثر الناس لديه بيت ولن يحتاج للسكن في الشقق أو الفنادق وكذلك المقاضي

فالذي يدفعه في المدن لمقاضي البيت يدفعه هناك لا فرق أما الهدايا والواجبات فقد أختفت ولم يعد الناس ينظر لها

أذكر كانت أمي قبل السفر بشهر تجمع في الهدايا والأقمشة لفلانة وعلانه والأن أختفت هذه العادة ولم يعد لها وجود .

والحمد لله الدنيا سهالة .

ومن ناحية التنزه والرحلات ما أكثرها وأحلا شئ لما تكون جمعة كبيرة ومن الصباح الباكر أو من بعد الظهر مباشرة

وحتى أهل الديرة صاروا يترقبون أهل المدن متى يجون لكي يستمتعون معهم بتلك الرحلات فبعضهم لا تحلى له إلا مع

عياله وأقاربه إذا حضروا في الصيفية فقد يجلس بعضهم طوال السنة ما يخرج بأهلة للتنزه إلا معهم .

الله يديمها علينا من نعمة ونحن محسودين على ديارنا وجوها ومناظرها وياكم من ناس من أهل المدن الصحراوية

يتمنى لو له شبر فيها وأكبر دليل دول الخليخ وأهل المدن الوسطى استحلوا جميع الشقق المفروشة والفنادق

طوال الصيفية أليس نحن أولى بها منهم .

والحديث يطول في هذا الموضوع الرائع الذي جاء في وقته المناسب .

وألف شكر للأخ ب 1 ص 014

تقبل مروري وتقديري .