الموضوع: Seeking Perfection
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-12-2007, 05:17 AM
الصورة الرمزية سعدي الداموك
سعدي الداموك سعدي الداموك غير متواجد حالياً
 






سعدي الداموك is on a distinguished road
افتراضي Seeking Perfection

كنت قد نويتُ أن اسمي الموضوع : (البحث عن المثالية) , إلا اني عدلتُ عن الفكرة لما وجدته فيها من ابتذال , ولمّا كنت بصدد الحديث عن المثالية , وجدتُ من عدم المثالية أن اضع عنواناً مبتذلاً لموضوع يبحث في ما هو نادر جداً إن لم نقل فريداً . فكان ما فعلته هو ان ترجمت العبارة الى مثيلتها الانكليزية , فهي بذلك تبتعد عن الابتذال , و تضفي صفة الثقافة و الـ "فيكة" !


مَن يعرفني يُدرك أنني انسان ابحث عن المثالية في كل شيء تقريباً , و قلّ من الناس من يستمر بفعل ذلك غير آبهٍ بما يقال عن انها غير موجودة .. لأنها ببساطة .. مثالية !
ربما يتهيأ لنا بمجرد ذكر المثالية معنى الصعوبة و المشقة , و قد يتبادر ايضاً معنى المستحيل . أو قد نتخيل عالم السماء بارتفاعه و عجزنا عن بلوغه مهما حاولنا القفز او جهدنا في محاولة الصعود اليه .
علِمنا من اهلنا وديننا أن الكمال لله وحده , وهذا بالطبع امرٌ من المسلّمات لا يحتمل نقاشاً ولا تفكيراً , واصبحنا –لا ادري بأي تأثير- لا نفرّق بين الكمال و المثالية , والحقّ اقولُ أني لا افرق بينهما في بعض من الاحيان .


ربما لو قلنا أن فلاناً كامل , لأتحفنا من يقول : الكمال لله وحده .. لا تشرك يا أخي .
في المقابل , لدينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كَمُل من الرجال كثير , ولم يكمل من النساء الا أربع ؛ آسيا بنت مزاحم , ومريم بنت عمران , وخديجة و فاطمة " أو كما قال عليه الصلاة و السلام , وللحديث رواية اخرى لا تذكر خديجة وفاطمة .
المهم من الحديث : هو أن كمال الناس ممكن ,أي أنك حينما تقول فلانٌ كامل , فلا يعد ذلك تعدياً على مقام الله , وخصوصاً ان القائل يفرق طبعاً بين كمال الخالق و كمال المخلوق , ويعرف أن كمال المخلوق محدود , وكمال الخالق غير محدود .


و لما كان الكمال , أو لنقل المثالية , موجودة . فأين يكمن الخطأ في البحث عنها ما دامت ممكنة ؟ وأي مشكلة في أن يسعى الانسان الى ان يكون مثالياً و أن يرفع من حوله الى درجة المثالية ؟
وماذا لو كان الامر صعباً ؟ أليست المثالية صفة تستحق ان نبذل في سبيلها كل شيء ؟
و أقول هنا أننا حين نطلب المثالية فإننا طبعاً نطلبها في حدود الممكن , حيث ان المثالية نوعان ؛ مادّية و معنوية . فالشخص لا يقدر على المثالية المادية الا في حالات خاصة , مثلاً لا دخل له في شكله أو لونه أو غير ذلك , هذا شأنُ الله طبعاً .. ولا يمكن أن نطالب أي مخلوقٍ بهكذا مثالية , فما هي اذاً المثالية التي نطلبها ؟
هي المثالية المعنوية , مثالية الاخلاق والتعامل , مثالية العمل و الدراسة , مثالية القلب والجمال الداخلي .. و هي إن كانت صعبة , الا انها ممكنة !


ماذا لو لم نكذب ولم نغتب بعضنا ؟ ماذا لو كنا نطبّق تعاليم الدين في تعاملنا (حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) , إن لم تكن هذه هي المثالية , فما هي اذاً ؟
"وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
أليست هذه عين المثالية ؟ فلماذا نتبجح اذاً و ندعي انها غير ممكنة ؟ وهل يكلف الله نفساً الا وسعها ؟
هذا يعني , وبالدليل القاطع , أن المثالية صفة من الممكن أن توجد في جنس الانسان , و أن سبب نفي وجودها هو اننا و للأسف (ناس اعجوزية) , نحاول دائماً ان نسلك اسهل الطرق , ونتبع دائما درب المنحدر , حتى لو قادنا الى الحضيض !


"إن الله يحب اذا عمل احدكم عملاً أن يتقنه" , دعوة واضحة للمثالية حتى بصورتها المادية !
وحتى في الدراسة , الكثير يبحث عن الـ50 و يهمل التفوق , و الكثير يبحث عن ال80 و يتجاهل كلياً امر الـ90 , و القليل جداً من يبحث عن المائة .. الكمال .. المثالية !
في القرآن آية اعجب من قوة اسلوبها دائماً , تتجلى فيها كل عظمة الله امامي , و ارى فيها كل تفاصيل المثالية , وأرى أن من يبلغ معناها قد حاز قطعاً معنى المثالية , وجمعها بتفاصيلها

"فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً"

صدق الله العظيم

دمتم بودّ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع




[glint][blink][email protected][/blink][/glint]
أخر مواضيعي