مهمة أي حكومة هي خدمة المواطن وتحقيق متطلباته المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها من الأمور الخدمية الأخرى إضافة إلى الدور العسكري والخارجي الذي تقوم به الدوله والذي يجب أن ينعكس في النهاية على تحقيق متطلبات المواطن ورفاهيته ..
لذلك فإن الحكم على نجاح الجهاز الحكومي يعتمد على قدرته في تحقيق هذه المتطلبات فكلما تمكّن ذلك الجهاز من الرفع من مستوى تلك الخدمات وتقديمها على الوجه الأكمل دل ذلك على نجاحه على القيام بدوره والعكس صحيح بالطبع حيث ان إخفاق الأجهزة الحكومية في أداء دورها أو عدم قدرتها على تقديم ما ينشده المواطن من خدمات يعد دلالة على ضعف تلك الأجهزة ..
عليه فإن الأجهزة الحكومية تحتاج إلى ايجاد بيئة عمل تدعم هذا المفهوم وإلى أنظمة تؤسس لايجاده داخل تلك الأجهزة بل إلى توفير الحوافز التي تجعل تقديم تلك الخدمات والتسابق على أدائها بطريقة أفضل هو الهدف المبتغى لكل جهاز حكومي بل لكل مسئول وموظف داخل كل جهاز ..
لذلك أصبح الدور الذي تقوم به الأجهزة الحكومية والطريقة التي تقوم من خلالها بأداء ذلك الدور بل وقدرتها على التجاوب مع تطلعات وطموحات المواطن واحدا من أهم معايير تصنيف الدول وتقويمها في مجال التنمية ..
حيث يشعر معها المواطن بأهميته وينعكس ذلك على استقراره الاجتماعي والنفسي بل والرفع من إنتاجيته وأدائه ودوره داخل محيطه العملي والاجتماعي وكذلك زيادة ولائه وانتمائه لوطنه ومجتمعه ..
إلا أنك تجد بعض الأجهزة الحكومية وبعض موظفيها لا يسعون للقيام بذلك الأمر بل او لا يمنحونه عنايتهم على الاطلاق بل على العكس من ذلك حيث يعملون ضد هذا التوجه من خلال تفسيرهم وتطبيقهم لبعض الأنظمة والتعليمات والقرارات والأعجب أن تجد الإبداع والاختراعات عند قراءة بعض الأنظمة والتعليمات حيث تبرز كلمة «لكن» والتي يسعى المسؤول أو الموظف أن يأتي بعدها بما ينسف ما حاول النظام أن يمنحه للمواطن قبلها ..
وإذا أردت أن تتأكد من ذلك فعليك أن تستمع لحديث موظف أو مسؤول حيث تكثر «اللاكن» والتبريرات التي نتيجتها حرمان المواطن من بعض ما سعى متخذ القرار أو مصدر الأمر منحه إياه وهو حرمان له انعكاساته السلبية على المواطن مما يوثر على انتماءه وولائه لوطنه ,,
نسأل الله التوفيق في القول والعمل
تحيتي وتقديري