14-06-2011, 02:54 AM
|
#37
|
عضو اداري كبار الشخصيات
|
رد: هي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:gray;border:5px solid black;"][CELL="filter:;"] [SIZE=5][COLOR=black][ALIGN=center]
درويش والانثى والارض
يقدس درويش المرأة والارض ويعتبرهما مصدرين للحياة،
تحتل المرأة عند محمود درويش مساحة واسعة من خطابه الشعري
إذ تمثل بحكم ترددها في قصائده المحور الدلالي الثالث بعد محوري الأرض والنبات والشجر.
وهذا يعكس بشكل أو بآخر علاقة درويش بالمرأة سواء أكانت علاقة سلب أم إيجاب.
تناول محمود درويش المرأة في شعره مصدراً للحنان, ورمزا للعطاء,
فالوطن والمرأة لا ينفصلان, فهي انسان و كائن يحمل كل قيم الحضارة
و هي من تمد الاخرين بالايمان و القدرة على الانجاز و الابداع .
يذكر محمود درويش المرأة على اعتبارها الأرض- الوطن,
فهو أستطاع أن يجسد شخصية الأم ويكرسها في خدمة أشعاره,
كذلك عندما يتحدث عن المرأة العشيقة لا نلمس تلك الخصوصية في شعره,
أي لا يتطرق إلى العلاقة الغرامية , بل المرأة , وإن كانت العشيقة أو الأم,
أو الأخت فهن جميعهن, رمز لتمرد الشاعر على واقعه.
لا شك في أن النتيجة - التي يخرج بها الشاعر المتمسك بأمه, بمحبوبته,
الخائف على مستقبل أخته- دليل على وعيه الفني,
وتعبير عن الحنين الجارف الذي يعيشه الشاعر مع ذاته وهو بعيد عن الوطن.
كذلك التصاقه بأمه, وحبه لمحبوبته, وخوفه على أخته,
كلها مشاعر تمثل موقف محمود درويش, موقفه بالتمسك بالأرض والوطن, رغم ابتعاده عنه.
فالأم, العشيقة والأخت, اللاتي التحمن مع درويش وشكلوا معا صورة توضح علاقة العاشق
(محمود درويش) بالوطن
(الأم-الأخت- الحبيبة), لم يكن سوى لإكمال شيء في حياة درويش,
ولسد حاجة اليأس والشكوى والغربة التي يحياها,
فالمرأة بالنسبة له,
هي المخلوق الذي يخفف من ثقل هذه الأمور, لكنها ليست متمردة,
بالشكل المتعارف عليه.
فيما يتعلق بدور المرأة في شعره,
لم يمنحها دورا نضاليا مباشرا وكأن النضال يقتصر على الرجال فقط,
على الرغم من أنه منح قدسية للمرأة- الأم, بشكل خاص,
فهي تسمو لتعلو, لتصبح الوطن بدفئه,
بكرامته, بعزته وبحبه الكبير.
المرأة في نظر محمود درويش تمثل رمزا للوطن و الانتماء
و كل ما يمت للمنزل من الشعور بالدفء و الحنان.
تناول درويش القيم الموجودة في المرأة رمزا وانساناً و قيمة.
و ذلك بسبب الظروف التي عاشها في الاحتلال,
لذلك تمثل المرأة شيئا مقدساً لديه.
1- المرأة الأم
2- المرأة العاشقة
3- المرأة الأرض والوطن
4- المرأة الإنسان
**
درويش متعلق بأمه علاقة تفيض بالحب والمشاعر والأحاسيس الوجدانية
خاصة عندما أودع في السجن وهو في سن الرابعة عشرة حيث شعر بحاجته
إلى دفء الأم وحنانها في لحظات مشبعة بالحقد والكراهية والتغطرس تلك التي عاشها في سجن المحتل.

فيقول

أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ,
أخجل من دمع أمي!
فالأم عند درويش تعني له الحب المفقود والملاذ الذي يلوذ إليه عند الشعور بالحرمان أو قسوة الحياة،
وعلاقته بالمرأة لم تبلغ حدّ العشق المتبادل
يقول درويش:
أختاه
غيبني، ولم أدر
كيف اندفعت إليه في سيري
قد قال لي يوما وفي شفتيه ما يُغري
شفتاك عنقودان من عنب
يا كرمة العنب
و
على الأنقاض وردتنا
ووجهانا على الرمل
إذا مرّت رياح الصيف
أشرعنا المناديلا
على مهل.. على مهل
و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى
نراوغ قطرة الطّل
تعالي مرة في البال
يا أختاه!
إن أواخر الليل
تعرّيني من الألوان و الظلّ
و تحميني من الذل!
و في عينيك، يا قمري القديم
يشدني أصلي
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من التعدد الظاهري لمفردات الأنثى في معجم المرأة مثل "دلال، فيروز، أمينة، سونا، ليلى، سوزان، ريتا، شولميت، شهرزاد، هاجر، جانا، ، فاطمة، خديجة، مريم، جيم...
على الرغم من ذلك فإنه لا ينم عن تجارب عاطفية خالصة
وإنما في الواقع يشير إلى مواقف سياسية ووطنية وعاطفية استجلاها الشاعر من خلال تعامله مع مفردات المرأة،
فورود الأنثى في نص شعري يأتي غالبا مرتبطا بموقف مأساوي أو تجريدي،
بحيث ينتهي دور الأنثى بانتهاء ذلك الموقف،
اذاً
درويش عمّق من عملية التمازج
بيـــــــــن
المرأة / الوطن والأرض:
وبلغ ذروتها حتى درجة التوحدّ

بقوله
الأرض أم أنتِ عندي أم أنتما توأمان
من مدّ للشمس زندي الأرض أم مقلتان
سيان سيان
إذا خسرت الصديقة فقدتُ طعم السنابل
وإن فقدت الحديقة ضيعت عطر الجدائل
وضاع حلم الحقيقة
في الختام فإن المرأة عند درويش ليست كأي امرأة وإنما هي امرأة فنية
يستغلها الشاعر في التعبير عن تجربة وطنية
عاشتها الذات الشاعرة داخل الوطن وخارجه ووجد في لغة المرأة
وسيلة ناجعة لتفريغ الشحنات العاطفية المكتنزة في داخله تجاه الوطن وشعبه الفلسطيني.[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|