[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://forum.makkawi.com/backgrounds/13.gif');border:8px ridge deeppink;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]

عمر ابو ريشة والانثى


تناول المرأة بعوالمها المختلفة، وبحالتها النفسية التي تعجّ بالانفعالات.. قدم الشاعر رؤيته في المرأة عن قرب ومن زوايا حياتية ونفسية مختلفة.. نحتها في قصائده كما نحت النحات تمثاله. اقترب منها، وهو يملك موهبة لا تجارى من رقة ألفاظ وخصوبة خيال وغنى في التجربة.. قدمها خجولة ومستسلمة وبنت هوى وعفيفة وحاقدة ومظلومة ورغم هذا لم يجرح عفتها ولم يقدمها رخيصة مبتذلة
و هو يميل إلى التوازن في علاقته مع المرأة فلا يغيب جمالها وحسنها عنه ولكنه يكتمل بمواقفها الراقية التي يحبها.
قدّم المرأة لوحة تضجّ بالحركة والانفعال وتتقمّص الحالة التي عبر عنها.. تدعوك للتأمل أمام حالتها،
وثبت تستقرب النجم مجالا
وحيالي غادةٌ تلعب في
طلعة ريّا، وشيء باهر
وتهادت تسحب الذيل اختيالا
شعرها المائج غنجاً ودلالا
أجمالٌ ؟ جل أن يسمى جمالا
إن علاقة الشاعر بالمرأة لم تجعله يسفُّ بالوصف، ولكنه لم يكن خجولاً بل وصفها بجرأة وحرية ضبطتها عفة وجلال،
فلم تدفعه للجري وراء نسج المغامرات. بل جعلت شعره يلامس المشاعر،
لا تتحرج الفتاة والمرأة من قراءته ولا يتردد الأستاذ في قراءته أمام طلابه،
..
إن عالم المرأة مفتوح الآفاق، لا تحدّه حدود.. وهذا ما جعل الشاعر يتناوله بصور إنسانية متعددة.
فكانت خطاباً رمزيّاً شفافاً لكثير من أفكاره وتكوينه، فكانت محور إبداعه وصوره.
فتنوعت تجربته،
وتعمقت وهو ينهل من هذا العالم، عالمه حسَّيٌّ بادٍ ولكنه يخفي
وراءَه ذهنية متألقة تبعث على التأمل
يراها طيفاً سابحاً وثميناً
وهذا عائد لتكوينه الأول ونشأته في بيت أسرته البدوية التي تشبعت من القيم البدوية
**
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color

urple;border:8px solid gray;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]**
وهذه من القصائد الفريدة التي يذكر فيها الشاعر اسم المرأة التي يخاطبها وقد اعتاد تعميم الخطاب.
ليلى أنا وحدي أقلّبُ في الربى
أسهو على ذكراك حتى انتشي
بيني وبينك عالمٌ لم يدنهِ
أقتاتُ بعدكِ بالخيال وقلّما
ليلى! يكاد هواكِ يجرحُ زهوتي
طرفاً يروحُ به الجمالُ ويرجع
متطلعاً.. لهفي لمن أتطلعُ!
شوقٌ، ولم يبلغ حماهُ تضرُّعُ
دفق الظلامُ وما احتوانا مضجعُ
فتبوحُ بالألم الدفين الأدمع
وهنا
لا يخفي الشاعر غضبه ولا يكتم مشاعره عندما يُلوَّث الجمالُ
ويصبحُ سلعةً رخيصةً تتسلق المرأة عليها والمبدع الحقيقي لا يسترُ إبداعُه شخصَه،
ولا يستطيع إخفاء ملامحه النفسيّةٍ،
تتولاك رعشةُ الإعياءِ
أقدمي، وانفضي بقايا الحياء
لم يجدْ ملاذاً إلاَّ المرأة، وذلك في أصعب الظروف وأقساها فلم يتوجه
إلى إخوته وأصدقائه بشكلٍ مباشرٍ بل حمَّل رسالته ومعاناتَهُ للمرأة،
وهذا يدلّ على تملكها لحالات إبداعهِ. والشاعرُ عمر أبو ريشة
لا يتصنَّعُ الموضوع الشعري. إنَّهُ صادقٌ مع فنَّه الشعريَّ وحالاته الشعرية.
يضعُ نفسه أمام المرأةِ. يأتيها بعد ضعفٍ وذبول وبعدَ إفلاسٍ فيلومُها إن تهاونَتْ،
رفيقتي لا تخبري إخوتي
إنْ يسألوا عنَّي وقد راعهم
لا تجفلي، لا تطرفي خشْعةً
قولي لهمْ سافرَ، قولي لهم:
**
كيف الردى، كيفَ عليَّ اعتدى
أنْ يُبْصروا هيكليَ الموصدَ
لا تسمحي للحزنِ أنْ يولدا
إنَّ لهُ في كوكبٍ موعدا
**
لا تصفحي عني ولا تغفري
قولي ابتعدْ عني.. قولي انطلقْ
يجرح من زهوي تغاضيك عن
لو بينَ جَنْبيكِ بقايا هوىً
محاجرُ البركانِ لم تكتحِلْ
**
في قصيدة / لا تنتقي كلماتِك / يقدم المرأة من خلال نفسه وتجربته، ويكشف قناعاته
حدثيني عمَّا يضجُّ بجنبَيْكِ
عن لياليكِ.. عن شجونكِ.. عمّا
ما أنا منكِ؟؟.. ما تريدينَ منّي؟
حدّثيني.. قصَّي جناحَ ظنوني
وعمَّا يثورُ من رغباتكْ
خبَّأَتْهُ الدموعُ في بسماتِكْ
أنا بعض العثارِ من خطواتك!
حدثيني.. لا تنتقي كلماتكْ!
ومن قصائدة الرائعة
خطّ أختي لم أكنْ أجهلهُ
حدَّثَتْني أمس عن أهلي وعن
إلى أن يقول
إنَّ أختي دائماً تكتبُ لي
مضضِ الشوق وبعدِ المنـزلِ
قلب أختي لم أكن أجهلُهُ
مالَها تنحرني نحراً على
إنَّ أختي دائماً تُحسِنُ لي
قولها. مات ابنها.. مات علي
فالمرأة عند ابو ريشة شاملةٌ موجودة في كلّ مكان وزمانٍ. فلا تجدُ قصيدةً تخصُّ بها امرأة معيّنة
المرأة في شعره حالة عامة، ولكنها جميلة. نراها مُحاطةٌ بسياجٍ من الفنَّ الجميل
**
يقول في لقاء له قبل موته رحمة الله عليه
عندما تقول المرأة,اول شيء يجول في خاطري الجمال, والجمال له قدسيته عندي,
لذلك في كل ما اكتبه عن المرأة لم اجرحها مهما قاسيت منها .
كثير من الشعراء يعري المرأة,وفي رأيي يشوهون جمالها, انا لا اقر
هذا التصرف بشكل من الاشكال ,
ولم اجرح المرأة في كل ما كتبت أية عاطفة او احساس,
بقيت المرأة عندي هي ذلك المخلوق المقدس في كل ما كتبت. ربما ان اقسى ما قلته:
حكاية حبنا ختمت
فما اشجى وما اقسى
جميل من ان تعفي
واجمل منه ان انسى...

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]