المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم السروات
أولاً أشكر الأخ أبو مراد على هذا الموضوع الرائع الذي فيه من العبر والمنفعة الشئ الكثير لنا . نسأل الله العظيم أن يكفينا في الظلم وأهل الظلم . وأن يرينا الحق حق ويرزقنا أتباعة ويرينا الباطل باطل ويرزقنا أجتنابة . والظلم من الباطل بل من كبائر الذنوب عند الله وفي حديت عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) . تحريم الظلم : لما كانت حقيقة الظلم هي وضع الشيء في غير موضعه ، نزه سبحانه نفسه عن الظلم قال سبحانه : {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها }( النساء 40) ، وقال عز وجل :{وما ربك بظلام للعبيد }(فصلت 46) ، فهو سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين ، وكما حرم الظلم على نفسه جل وعلا فكذلك حرمه على عباده ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم . والظلم نوعان : ظلم العبد لنفسه ، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه :{إن الشرك لظلم عظيم }( لقمان 13) ، لأن الشرك في حقيقته هو جعل المخلوق في منزلة الخالق ، فهو وضع الأشياء في غير مواضعها ، ثم يليه ارتكاب المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر ، فكل ذلك من ظلم العبد لنفسه بإيرادها موارد العذاب والهلكة في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه : {ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه }(البقرة 231) . وأما النوع الثاني من أنواع الظلم : فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك ، وقد وردت النصوص كثيرة ترهب من الوقوع في هذا النوع ، من ذلك - قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ) . ويعلم الله تعالى أني تعرضت للظلم في مواقف كثيرة في حياتي ولكن أسأل الله العظيم أن أموت مظلومة وغير ظالمة فأن الحقوق عند الله لا تضيع وأتمنى أن يطاوعني قلبي لآعفي عن كثير ممن ظلمني . ويكفي الظالم عقوبة أنه لا يموت حتى يأخذ جزاه في الدنيا قبل الأخرة أقتصاصا من الله تعالى لحق ذلك المظلوم البرئ الذي يدعي على ظالمه ويلجأ إلى الله بأن يأخذ له حقه الذي عجز عن أخذه من ذلك الظالم . يقول الشاعر مخاطباً للظالم في بيت شعر أعجبني كثير وهو : تنام عيناك والمظلوم منتبهاً ******* يدعو عليك وعين الله لم تنمِ والمظلوم دعوته مستابة عند الله تعالى اتقوا دعوه المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله تعالى : ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) صحيح الجامع:117 وقال صلى الله عليه وسلم: )اتقوا دعوه المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شراره)صحيح الجامع:118 وقال صلى الله عليه وسلم: )اتقوا دعوه المظلوم وان كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب) صحيح الجامع:119 فعجبي لمن يظلم وهو يعلم أن الله خصيمه .