الموضوع
:
هي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني
عرض مشاركة واحدة
24-06-2011, 03:27 AM
#
45
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
رد: هي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:gray;border:7px groove indigo;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
أرخى الشفقُ سدولهُ على الأرضِ بطيئاً
و لُفِقت حواشي السُّحُبِ بخيوط الذهب و الفِضّة،
وتلاشى ما كان يبدو كبحيرات الياقوت و بركِ
الزُّمرّد حيال عرشِ الغُروب،
وغشَت الأرضُ كآبةٌ ربداءُ،
وغشَت عيْنَيكِ كآبةٌ ربداء؛
أيُّ شمس تغيب فيك، أيتها الفتاة،
و لماذا يشجيكِ المساء لتغشى هذه الكآبة الربداء؟
ألا احرصي على قلبكِ،أيتها الفتاة!
والأشعة تغازل الأزهار و توسع المياه عناقاً و تلويناً،
والمنازلُ تسطع كحجارة كبيرة من نور؛
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
سعادة امرأة لـ مي زيادة
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://forum.makkawi.com/backgrounds/15.gif');background-color:silver;border:9px ridge burlywood;"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
سل عنها الدهور المتدحرجة في هاوية الزمان، لو كان للدهور لسان لأنبأتك
بما يدمي الفؤاد. المرأة! لقد جعلتها الهمجية حيواناً بيتياً، وحسبها
الجهل متاعاً ممتلكاً للرجل يستعمله كيفما يشاء، ويهجره إذا أراد،
ويحطمه إذا خطر له في تحطيمه خاطر. كانت بعد ذلك عبدة شقية وأسيرة ذليلة،
ثم ارتفعت مع مرور الأجيال إلى درجة طفلة قاصرة، إلى لعبة يلهو بها السيد
في ساعات الفراغ، إلى تمثال بهرجة تتراكم عليه الأثواب الحريرية والجواهر الثمينة.
ومن منا يدري بما كانت تستره الأثواب الحريرية والجواهر الثمينة من قروح القلب الدامية التي لم يضمدها بشر؟
تاريخ المرأة استشهاد طويل أليم، ومن أغرب الغرائب أنها لم تجد لها
في القدم صديقاً ولا نصيراً. كانت عامة الشعب تكرهها وتحتقرها، وليس
ذلك بكثير على قوم جاهلين، تحجرت قلوبهم ، فهم لا يدركون شيئاً مما
يتجاوز دائرتهم الصغيرة، ولكني أرى الأمر عجيباً، بل فظيعاً،
من رجال تحسبهم نوابغ زمانهم وقادة أفكار العالم. لم يذكر شعراء اللاتين
من المرأة إلا جمال جسدها وليس في قصائدهم ما يدل عل تلمس
آثار النفس وراء ظواهر الجسد، وجميعهم متفق على تسميتها الشيطان
الجميل أو ينبوع المسرات السامة، وشعراء اليونان، يسمونها ببساطة كلية
(بلية العالم). أما الفلاسفة فأكتفي بأن أذكر هنا كبيرهم أفلاطون،
أفلاطون الإلهي، الذي يعتبره تاريخ الفكر أمة بأسرها، أفلاطون
ذا الأحلام الغامضة والمبادئ السامية الذي لم يترك موضوع إصلاح سياسي
أو أدبي إلا عالجه رغبة في إسعاد العالم، أفلاطون
لم يفكر قط في تحسين حالة المرأة ولم يهتم بدرس أخلاقها واستكشاف
درجتها العقلية والاستعدادية.
ماذا أقول! إن أفلاطون هذا قضى حياته أسفاً لأنه ابن المرأة وكان
يصرح بازدرائه بأمه، ويعتقد أن من كان جباناً من الرجال
في هذا العالم فعند ولادته مرة أخرى تتقمص روحه في جسد حيوان أو في جسد امرأة....
وما علم أفلاطون أن امرأة ستعلم الفلسفة الأفلاطونية الجديدة في (مدرسة الاسكندرية)
وأن تلك المرأة لايمنعها شبابها الغض وجمالها الرائع
أن تكون أعلم علماء عصرها. تلك هي الفتاة هيباثيا التي
قتلت رجماً في شوارع الاسكندرية في أوائل القرن الرابع.
فذهبت شهيدة علمها وإخلاصها. !!!:
كانت ميّ تؤيد المرأة وتطالب بحقوقها، فقد انضمت إلى الحركة النسائية
التي كانت ترأسها هدى شعراوي، وكذلك اشتركت في الاجتماعات
التي كانت تعقدها في الجامعة المصرية القديمة. وكتبت ميّ عن
شهيرات النساء في عصرها مثل باحثة البادية وعائشة التيمورية.
وطالبت بإنصاف المرأة؛ إلى جانب ذلك طالبت المرأة أن تتحرّ، على
أن لا تخرج عن حدود المعقول والمقبول، بل يكون تحررها على أساس
العلم والتحفظ. وترى ميّ أن يكون موقف المرأة من الرجل، والرجل
من المرأة موقف انسجام مع الطبيعة والنفسيّة، في غير تطرف ولا تفريط.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
نحلق خارج السرب
لم ينصف مي كاتب أو أديب من رجال عصرها !
هذه حقيقة فرغم التتيم والانبهار الذي
سيطر عليهم جميعاً بشخصية مي وثقافتها الفريدة ..
وروحها الشفافة . إلا أنهم جميعاً رأوها من الخارج ..
لم ينفذ أحدهم إلى أعماقها ليقرؤها جيداً .. ويفهمها .
ربما لو فعل أحدهم ذلك لأحبها أكثر ..
وهذه كانت بداية المحنة الكبيرة التي عاشتها مي في الفصل الأخير من حياتها المعذبة .
محنة أن يشعر إنسان معجون بالإحساس بزيف المشاعر أو سطحيتها .
ربما فهمتها أكثر أديبات جيلها والأجيال التي تلتها ..
ربما كان هناك خيطاً مشتركاً من الألم الشخصي جمع بينها وبين بنات جنسها ممن احترفن الكتابة ,
وعشقن القلم والأدب ..
ربما كان الوجع واحداً رغم اختلاف الظروف والشخصيات ..
المكان والزمان . لذلك حللت الكثيرات من الاديبات والكاتبات الوجع الحقيقي الذي عاشته مي ..
وتشابهت رؤية كل منهن في الكثير من الجوانب
عاشت مي تفتش في الحياة عما لا تجد , وتنادي من لا يجيب .
كانت تفتقد سعادة الإنسانة الطبيعية ومشاعر الأنثى .
وتصرخ في أخريات سنوات حياتها ..
بعد ما مات أبوها وبعده أمها. ثم توفي جبران خليل جبران الأديب الكاتب، فكانت الفاجعة كبيرة،
وذلك لأنهما كانا متحابين على الرغم من أنهما لم يلتقيا، إلا أنهما كانا يتبادلان الرسائل.
فشعرت بالوحدة، وغلبها الحزن فاعتزلت الناس، وانقطعت عن الكتابة والتأليف،
وتغلبت عليها "الوساوس"، فمرضت سنة 1936 وظلت في اضطراب عقلي نحو عامين،
وتعافت إلا أنه عاودها المرض مما أدى إلى وفاتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها شذى الريحان