بسم الله الرحمن الرحيم .. أسعد الله أيامكـم باليُمن والمسرّات ..
قد لا أجيد الابتذال والمقدمات ..
فاسمحوا لي أن أدخل إلى صُلبِ الموضوع ..
.
.

.
.
ولنَخُصّ بذلكـ الأدب العربي ..
درسناه في مناهجنا الدراسيّة ..
بعضنا توسّع إلى غير المنهج لشغفه به ...
فاتسعت نظرته وأصبح يميّز بين ماهو جميل منه ..
زمنُ اندثار الحضارة .. وركود الأمّة .. لم يَسلم الأدب العربيّ من الركود ..
اندثر أدبنا العربي كما اندثرت حضارتنا ..
فأصبحنا نرى الجميل منه " مَرّةً " في العام ..
حلّ محل الأدب العربي ما يسمّى بـ"الشعر النبطي" ..
كل من هبّ ودب أصبحوا ينظمون أبياتاً ركيكة ..
ويحسبون أنهم نظموا "إلـيـاذيّة" !
الشعر هو ما يعبّر عن حال المجتمع ..
وإن كان فصيحاً كان وقعُهُ على القلب والأذن أكـبر ..
لطالما استمعنا إلى "أشباه" شُعراء ..
ينظمون أبياتاً لا معـنى لها ..
وتطير لها أفئدةُ الجمهور الواهـم ..
ولطالما سمعنا شعرا أدمى قلوبنا .. وأراق أدمُعنا ..
أنا لستُ ضدّ الشعر النبطي ..
لكـني أتحدّث عن زمنٍ قلّ فيه الأدب العربي الفصيح ..
وأنا أرى أن أغلب القصائد النبطيّة في مجتمعنا هي قصائد هشّة ..
ليست سوى كلماتٍ مرصوصةٍ ..
لتناسب البحر المكـتوبة عليه القصيدة !!
وقد لا تكون نظرتي أكـبر من نظرة الدكتور عائض القرني ..
والذي تميّر أيضا بشعرهـ النبطي ..
لكـنّه ذمّ أكـثرهـ في كتابه المعروف "مملكة البيان" ..
حيث قال :" يلاحظ القارئ أننا أكثرنا من تمجيد وإطراء وفسح المجال للشعر النبطي وشعر الحداثة ، وكأنه لم يعد عندنا شعرٌ غير هذا الشعر!
فأما النبطي فأكثرهُ غثاءُ كغثاء السيل : مدحٌ رخيص , وغزل ساذج , وأبياتُ ركيكة غير متينة , وخطورةٌ على اللغة العربية في كثرةِ تِرداد هذا النوع من الشعر الرخيص"*ا.هــ.
لستُ بحجم الشيخ والشاعر النبطي والفصيح أيضا كي أنقد ...
في الختام أتمنّى عدم فهم وُجهة نظري في الموضوع بشكل خاطئ ..
فأنا – والجميع – نعلم أن في الشعر النبطي الحكمة .. والخيال الخصب .. والقصائد التي تُأرّخ وتُحفَظ ..
لكـن بعض ما نراه الآن .. لا تطيق أصلا أن تسمعه ..**
فكـيف نساعد في نهوض الأدب العربي القديم ..
مع مراعاة الأدب العربي الحديث .. والنبطي أيضا ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
*د.عائض القرني , مملكة البيان ، صفحة 162
** اعتذر عن كل شاعر نبطي من هذا النوع !!