عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2011, 03:51 AM   #13
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: قضية الاسبوع الحلقه السادسة عشر (أدبنا العربـي .. إلى أين؟! )

يتميز الشعر العربي الفصيح عن العامي والنبطي
في الغالب بسهولة كلماته ومعانييه ومفرادته مفهومة وفصيحة
اما النبطي احيانا كلماته صعبة وغير مفهومة ونبحث عن معنى القصيدة
رغم اني احب واقرأ قصائد نبطية بالذات لخالد الفيصل وبدر بن عبد المحسن وعبد الرحمن بن مساعد وغيرهم

لكن يعتبر النبطي معروف فقط في الخليج وبعض دول الشام كاالاردن وبدو سورية
اما الفصيح هو المعروف بالعالم العربي وهو المعترف به في جميع الدول العربية
و حتى الاسلامية لمن يتحدث العربية




اضافة بسيطة لاحد الكتاب الاردنين والله مااعرف اسمه

شعر الفصحى وشعر النبط في الميزان
أن المتابع للحراك الثقافي على الساحة العربية عامة والساحة الأردنية خاصة فيما يتعلق بالشعر يجد انتشاراً واسعاً وتياراً قوياً لشعر النبط يدل على أن هذا النوع من الشعر يسير بخطى ثابتة وسريعة جعلت منه سيد الساحة بين أنواع الشعر الأخرى في الوقت الذي يشهد فيه شعر الفصحى تقهقراً واضحاً وصل إلى حد القطيعة بينه وبين المتلقي وجعله الحلقة الأضعف بين حلقات الشعر ليحتل بذلك شعر النبط المكانة الأسمى والأكثر طلبا جماهيريا، فما هي الأسباب التي أدت إلى سقوط الشعر الفصيح بهذه الصورة بل وغيابه في أدراج كتّابه ليصبح مجرد حبر على ورق . إن هذا ما سأتناوله في حديثي من خلال إدراج بعض الملاحظات المتعلقة باللونين والتي تمكنت من رصدها من خلال متابعاتي للحالة الشعرية في الأردن علما بأنني لست شاعراً ولكن اعتبر نفسي من جمهور الشعر المتعطش دائما لسماع الجيد منه وهنا أتحدث عن الساحة الأردنية دون غيرها والتي اعتقد أنها لا تختلف كثيراً عن بعض الساحات العربية الأخرى سيما الخليجية منها. فمن خلال حضوري لكثير من الأمسيات الشعرية في غير منبر من منابر الشعر والتي يشترك فيها عدد من شعراء الفصحى وشعراء النبط أجد أن كثيراً من الحضور ما جاءواً إلا من اجل شعراء النبط حيث يزول عنهم الملل والشعور بالرغبة بمغادرة المكان عندما يعتلي شعراء الفصحى منصة الأمسية ليبدأ مزاجهم بالاعتدال وترتسم علامات الترقب والانتظار وتوقع الاندهاش عندما يصعد إليها شاعر النبط ببساطته المعهودة نابذاً كل المقدمات التي يشعر بأنه لا يحتاج لها للتمهيد لنصه الذي سيقدمه لجمهوره على العكس تماما من شاعر الفصحى الذي يضطر لقراءة صفحتان على الأقل تمهيداً لقراءة خمسة من أبيات الشعر يراها عميقة جداً وذات مدلولات بعيدة في حين يراها المتلقي سبباً رئيسياً للكآبة ومدعاة للتشاؤم. وأنا هنا لا أتحامل على شعراء الفصحى ولكن ابحث عن سبب الخلل الواضح في هذه المعادلة فلماذا لا يسير اللونين من الشعر بخطين متوازيين إلى قمة النجاح والوصول إلى قلوب الناس واسأل هنا شعراء الفصحى لماذا كان عرار "مصطفى وهبي التل شاعر الأردن"؟ علماً بأنه يكتب بالفصحى ومع ذلك فان أشعاره أصبح بتداولها الناس حالها كحال الأمثال الشعبية بينما لم أجد أحداً يحفظ بيتاً واحداً لشاعر من شعراء الفصحى الحاليين وهذا ما يثير التساؤل حقا عن السبب وراء ذلك. قرأت كثيراً عن سبب تسمية شعر النبط بهذا الاسم فوجدت تأويلات كثيرة لهذه التسمية كان أقربها لقناعتي انه مستنبط من الفصحى فلو سلمنا بهذا التأويل فإننا مضطرون لأن نسأل أنفسنا وهل يمكن للمستنبط أن يفوق ما استنبط منه؟ أنا لا اعتقد ذلك لأننا بهذه الحالة نعامل شعر النبط على انه حالة طارئة على الشعر لا يمكن لها أن تزدهر أو تتغلب على المصدر وهو شعر الفصحى أي الأصل وعندما وجدت أن الشعر سواء الفصيح منه أو النبطي ما هو إلا نتاج لشاعر يكتب وبحسب اللون الذي يناسبه قادني هذا الاستنتاج للبحث عن سبب الخلل بالشعراء أنفسهم لعله يكون في من ينتج الشعر ويكتبه وليس بالمادة ذاتها فوجدت أن شعراء الفصحى ينزعون إلى التعقيد في بناء قصائدهم بطريقة ترهق المتلقي العادي أو رجل الشارع فكان شاعر الفصحى ينأى بنفسه عن هذه الطبقة محدودة الثقافة ليقترب من النخبة أكثر تلك الفئة القليلة التي لن يكون إرضاءها سهلا حيث يعاني شاعر الفصحى كثيراً لإشباع رغباتهم ولا يحصل منهم على أدنى درجات التفاعل ليس التصفيق إلا بشق الأنفس وهذا ما فسر لي سبب انتشار قصائد مصطفى وهبي التل الذي كتب نبض الناس بأسلوب بسيط مرغوب خالي من التعقيد والطلسمة. حتى استحق أن يكون شاعر الأردن بجدارة. وعندما تجلس أمام شاعر من شعراء النبط تجده يلامس مشاعر العامة حتى والنخبة بطريقة سحرية وسلسة تخلو من التعقيد والتطرف إلى مستوى ثقافي معين وتجد بساطة محببة باستخدام المفردة والصورة الشعرية بل أنها تبدوا أكثر لمعاناً والقاً بقلم ولسان شاعر النبط. لا ادري ماذا أبقى شعراء النبط لشعراء الفصحى؟ فقد هزوا عروشهم ونازعوهم الملك فتصدروا الساحة ليس بقوة السيف ولا بالتحايل وإنما بصراع الأساليب والأقلام وبسرعة الوصول إلى قلوب الناس وألاحظ أن حتى أدوات شعر النبط قد بدأت تتطور لتصل إلى النخبة وتفتنها لتسحبها من شعراء الفصحى فتجد أن شعراء النبط بدأوا يضمّنون قصائدهم النبطية أبياتاً من الفصحى وكأن في ذلك تحديا غير معلن لشعراء الفصحى وكأنهم يقولون أن من يكتب النبطي يكتب الفصحى فهل تردونها لنا وبالمقابل أجد متعارضاً من شعراء الفصحى وشيء يشبه الصدمة وعدم الرضا لهذه النهضة السريعة لشعر النبط والتركيز الإعلامي المكثف على هذا اللون الأمر الذي استدعى بعض حركات المقاومة وصلت إلى حد المحاربة من خلال وصف الشعر النبطي بأنه اعتداء على اللغة الأم واعتباره خطراً داهماً يجب التنبه له واجتثاث جذوره وهنا اختلف مع هذه الأصوات مهما كانت درجة ثقافتها فاجتثاث الشعر النبطي من جذوره يعني اجتثاث هويتنا كأردنيين والقضاء على موروثنا الشعبي الذي نعتز ونفتخر به والأولى أن يطور شعراء الفصحى أنفسهم وأدواتهم بدل الحديث عن إن الشعر النبطي يلوث الأدب والشعر وفي الحقيقة إن بعض الأفكار الدخيلة والتطويرات المستوردة في شعر الفصحى هي التي تلوث ذائقة المتلقي حيث أنها لا تمت بصلة لا لعاداتنا ولا لتقاليدنا . فالشاعر غير انه مرآة لعصره فهو مرآة لمجتمعه وأشعر أن شاعر النبط في هذه الأيام هو المرآة الحقيقية لذلك لأنه يعكس واقعنا الذي نعيشه بصورة واضحة بعيدة عن الترميز والأحاجي والألغاز التي يستخدمها شعراء الفصحى لإثبات تمكنهم ويبقى القول بان نجاح الشاعر يكون بمدى وصول شعره إلى المتلقي وهذا الوصول لا يكون إلا بالبساطة وعدم التكلف أي بالفطرة والابتعاد عن الصفة الشعرية . من خلال حب الألفاظ في قوالب جامدة لا تتسم بالمرونة جعلت شاعر الفصحى يمتاز بالتجهم الذي يشعر الجمهور بأنه أمام طبيبا جراحا أو فلكيا أو عالم ذرة . وهنا اجزم أن شاعر الفصحى هو الذي قرر الانفصال عن جمهوره العربي من خلال إصراره على استدعاء الشخوص الخيالية من الروايات الأجنبية أمثال "هوميروس"و"شكسبير" في حين نجد شاعر النبط يستدعي اسماءاً من رحم الوطن أمثال عوده أبو تايه ، ونمر بن عدوان ، وهزاع المجالي ، وشراري البخيت . وغيرهم . وأخيراً أقول أن اللهجة العامية المحكية لا تشكل أي خطراً على اللغة الأم إنما الخطر يكمن في إدخال الثقافات الغربية والأساطير البالية إلى أدبنا العربي الأصيل من خلال بعض الأقلام المفتونة بالحضارة الغربية والأدب العربي مما أوجد هذه الفجوةالواسعه بين شعراء الفصحى والجمهور العربي ليحظى به شعراء النبط دون عناء لمجرد تمسكهم بثوابتهم وجذورهم الأصيلة


اشكرك على الدعوة الكريمة
تشكرات افندم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس