عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2011, 02:43 AM   #53
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: هي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشني

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://forum.makkawi.com/backgrounds/13.gif');border:10px solid purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


والذاتُ تسألُ من أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَل يحجُبُه سراب

وأظلّ أحسبُهُ دنا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ

نازك الملائكة والمرأة


بقلم
د. رسول محمد رسول
كاتب وأستاذ جامعي عراقي


نأت الملائكة عن أي حديث نظري مجرَّد عن المرأة العربية، لكنها
وفي الوقت نفسه، ما تعالت على البُعد النظري ـ المعرفي
باعتباره محصلة لما ستنظر فيه من وقائع سلوكية ومعطيات متحرِّكة في يوميات حياة المرأة العربية.

وجود المرأة في العالم المُعاش أو في الحياة اليومية
هي ما تعاينه نازك الملائكة في محاضرتها. وهذا يعني أننا بإزاء تجربة نقدية نسوية مبكِّرة
تظهر في الفكر العراقي الحديث، تجربة ربما هي الأولى من نوعها في استقراء ظهوريات
الفعل النسوي في مجتمع عراقي للتو انخرط في التحديث البنيوي ـ
ابتداء من ثورة 14 تموز 1958 ـ، وسار في ركب الانفتاح على أنماط جديدة من الحياة
المحدثة لتجد المرأة العراقية فيها كينونتها وهي تجرِّب قيماً تداولية مختلفة؛
كحرية الحركة، وحرية استخدام الملبس، واستعمال مواد التزيُّن والتزوُّق في مجتمع ـ المجتمع العراقي
ـ عُرف بأنه محافظ في قيمه وسلوكه وعاداته.

مفهوم الحرية
تنظر الملائكة في فكرة "الحرية" كما تفهمها المرأة العراقية وكما تعمل بمقتضاها في ضوء سلوكها اليومي. ففي مرحلة ستينيات القرن العشرين كان هناك قول دارج في المجتمع العراقي مفاده
(أن المرأة قد تحرَّرت، ونريد بذلك أنها أصبحت قادرة على الخروج والدراسة
في الجامعة والعمل في وظائف الدولة) . إلا أن هذا الفهم للحرية يكتنز ـ
من منظور الملائكة ـ قصوراً كبيراً؛ فالحرية تعني: (سقوط القيود والأغلال عن الذهن
الإنساني بحيث يقوى على فرض
نظرة جديدة وأصيلة إلى الأشياء كلها، ويستطيع أن يغيرها وفق حاجاته الروحية) .

الملائكة إذن ترفض "الحرية" كسلوك بشري غير مؤسَّس على تجربة ذهنية
داخلية وأصيلة من جهة، وقائمة على ضرورات الحاجة الروحية للإنسان
من جهة أخرى؛ ما يعني أن المرأة العربية/ العراقية تجرِّب،
على الصعيد الواقعي اليومي، حرية خارجية وليست داخلية،
حرية شكلية وليست تكوينية متمفصلة من ذاتها، حرية مادية
وليست روحية، حرية اندفعت المرأة العربية إليها وفق ثقافة ورثت نماذج نسوية إرشاديةParadigms
عن أمسنا العربي الإسلامي ذات سلطة رمزية. تقول الملائكة عن أحد هذه النماذج:
لقد (تركت الشخصيات النسوية في كتاب
"ألف ليلة وليلة" نموذجاً سيئاً للمرأة العربية، ذلك هو نموذج "الجارية"
التي لا يهمُّها إلا لباسها، ولا ترى في نفسها أكثر من متعة للرجل، تعيش بغرائزها،
وعليها أن تكون جميلة، وأن تسلِّي الرجل، وتطهو له الطعام السائغ.
وهذا النموذج ما زال المتحكِّم في حياة المرأة العربية، لم يغيره
خروجها إلى الحياة العامّة قطعاً، وكل ما تغير فيها أقوالها؛ فقد
بتنا نسمعها تتحدَّث عن دور اجتماعي عظيم تقوم به، وخوض لمختلف مجالات العمل والبناء،
وتحرُّر من عبودية القرون المظلمة) ).

لا بد هنا أن نقف عند مستوى وطبيعة وأهمية النقد الذي تكيله الملائكة إلى
ما تكرِّسه المرأة العربية من حرية في ضوء حضور هذا الأنموذج المتسلِّط كمورث
ضاغط عن السَّلف؛ فالمرأة في حقيقة سلوكها ما زالت "جارية"
معنية بالشَّكل الذي يرضي الرجل ويشبع حواسه، كما أن تكريسها للحرية ما زال
"صوتياً"، لأنها تفعل غير ما تقول، وتقول غير ما تفعل، وما تقولهُ يبدو أنه
يحمل قيماً متعالية بعيدة على الواقع الذي تتحرَّك فيه. والخلل، كما ترى الملائكة،
هو خلل يرتبط بطبيعة الفهم والذهنية التي تفكِّر المرأة
من خلالهما في الحياة وفي العالم من حولها؛ فلدى المرأة العربية
(تجزيئية واضحة تفرِّق بين القول والعمل، بين النيَّة والتطبيق، بين الفكر والحياة) .

المرأة العربية إذن لا تعاني من عوق جسماني، ولا من خلل بيولوجي،
إنما من خلل ثقافي يرتبط بطبيعة ذهنيتها النسوية وهي تفكِّر في
الذات وفي العالم وفي العلاقة بينهما.
وهو خلل غير متجذِّر في ذهنية المرأة على نحو ماهوي أو خلْقي
بل هو خلل ثقافي طارئ عليها وعارض لها
بسبب السلطة الرمزية المتأتية عن أنموذج المرأة العربية الجارية.

ربما نلتقي هنا، ولأول مرَّة في مسيرة الفكر النسوي العراقي بل والعربي أيضاً،
مع رؤية نسوية تتوسَّل النقد الذاتي في جوانبه السوسيولوجية،
والنقد الأبيستيمولوجي في جوانبه المعرفية؛ والنقد الثقافي في جوانبه السُّلطوية؛
حيث تتصدّى الملائكة إلى نقد الفاهمة البشرية في جنسها النسوي ما يعني لدينا، ومن الناحية الزمنية،
أن نازك الملائكة سبقت الكثير من الكاتبات العربيات اللواتي
اشتغلن ضمن رؤية نقدية جذرية أو راديكالية


مفهوم الجمال


وإذا كانت "الحرية" تُعدُّ نظرةً جديدةً وأصيلةً إلى الأشياء تفرضها حاجات الإنسان الروحية،
فإن رؤية الملائكة إلى "الجمال" لا تكاد تختلف عن رؤيتها إلى مفهوم الحرية؛ فكلاهما شعور وإحساس داخلي.
ولذلك تقول عن هذا الجمال: (إنه جمال ينبع من الروح الكبيرة المستوعبة، والذهن الحر المرن،
والقلب النابض الرقيق، وهو جمال الخلق الكريم والعذوبة، والخشوع لله والنزاهة، وكبر النَّفس) ).
فالجمال إذن قيمة جوانيَّة لدى الإنسان مصادرها الروح والذهن والقلب.
بل هي قيمة طبيعية وتلقائية لدى الكائنات؛ فالجمال هو

(ملك الوردة الحمراء المشتعلة بالحرارة واللون والخصوبة على غصنها اللدن، والوردة لا تتأنق،
والجمال ملك للفراشة التي وهبها الله ألوانها،

ولم تضع على شفتيها أحمر الشِّفاه،
ولم تزجج حاجبيها بالقلم الأسود، والجمال
ملك لفتاة ذكية العينين، بسيطة المظهر،
يشعُّ وجهها عطفاً وحناناً، وكأنها تريد أن
تحتضن الوجود وتغمره بمشاعرها الكريمة) ).
لكن المرأة في سلوكها الواقعي واليومي ـ كما ترى ذلك الملائكة ـ
لا تتعامل مع الجمال وفق هذه المصادر الداخلية المتوفرة لدى كل البشر،
إنما تتعامل معه كما لو كانت مصادره خارجية ومعاييره متأتية من الواقع الموضوعي
الذي يحدِّد قيمة الجمال الماهوية وماهيته القيمية الخاصة به.

في ضوء هذه الرؤية التي ترى في "الجمال" أنه داخلي وطبيعي وتلقائي،
وجَّهت نازك الملائكة سهام نقدها
الاستقرائي والجذري لجملة
من المظاهر والسلوكات والتمظهرات التي
تعدها المرأة العربية تعبيراً
عن الجمال إن لم
تكن تعده الجمال بعينه أو في ذاته.

بدت المرأة أمام ناظري نازك الملائكة "دمية"،

ولأنها كذلك، فقد جعلتها موضوعاً
لدراسة استقرائية،
ولتضع على مشرحة التحليل
لنقدي ما تستخدمه المرأة/ الدمية
من وسائل ومظاهر وعلامات، وهي بذلك تضع نفسها،
على نحو مبكِّر وربما ريادي،
في حقل التحليل السيميائي لأنها راحت تبحث عن علامات

ما تعدُّه المرأة دالاً على الجمال في محاولة منها لتعطيل
قيم الجمال الفطرية وتعويضها بقيم جمالية مصنَّعة.

بدأت الملائكة بإلقاء الضوء على مفهوم التأنُّق أو الأناقة؛ فهي تعدُّه (جناية على عقل المرأة وروحها)
وفي ظله ـ تقول الملائكة ـ (يصبح الجمال الفطري عاطلاً عن القيمة) )،
ناهيك عن آثاره الاجتماعية على الناس؛ ذلك أن التأنُّق (يقسِّم المجتمع إلى طبقات)،
كما أنه يهدر الزمن والوقت من حياة المرأة، و(يفرض على ذهنها صنوفاً شتى من العبوديات) .
لتقف محللة استخدام المرأة لـ "الكعب العالي" بوصف هذا الاستخدام ظاهرة سلبية،
وبوصفه أيقونة تتأملها الملائكة لتدرس (صلتها بوضع المرأة الفكري العام) كما تقول)،
بمعنى أنها تتتبع المؤثرات الصحية والجمالية
المتصنِّعة والنفسية والإنتاجية والأخلاقية جراء استخدام الكعب العالي من قبل المرأة.
وانتهت الملائكة إلى دعوة الرجل لتحمل مسئوليته التنويرية
في توعية المرأة رغم أنها عدته (متخلفاً) ) في خاتمة محاضرتها،
لكنها كالت اللوم أكثر على الحكومات العربية
التي طالبتها بإدراج المرأة ضمن مشروعاتها الإصلاحية،
ووقوفها في وجه الموجات الإعلامية التي تشيع أساليب إفساد الذوق
النسوي العربي من خلال تسطيحه وجعله يتشبَّث بالشَّكل دون المضمون.
وطالبت المرأة العربية بضرورة أن تضع لنفسها (فلسفة جديدة ترفع شأنها،
وتعطي القيمة الأولى لذهنها وروحها) [/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



جريدة الرياض،::
اتجهت نازك الملائكة :
الى هجوم على النساء !!
اللواتي يرتدين الملابس الحديثة ويولين اهتماماً الى مظهرهن الخارجي،
بما فيه لبس الاحذية "بالكعوب العالية"، والاهتمام بصالونات الشعر والزينة،
وهي مقالة توغل في استنكار فعل مثل هذا باعتباره من افعال الكائنات السلبية التي لاتستحق التعاطف،
وما تعتبره أدلة على تفاهة المراة هو انفاقها على زينتها التي تكلف الشعوب العربية
الكثير في حين يمكن ان تصرف تلك الجهود الى محاربة إسرائيل!.
لايمكن للقارئ الاختلاف مع نازك الملائكة في قضية الاسراف في الزينة
والاستجابة الى الحاجيات الاستهلاكية على نحو مبالغ به،
ولكن المقال يبدو وكأنه لاينتمي الى تلك اللغة والافكار التي كتبت فيه مقالاتها الاولى،
لا لأنها وقفت ضد زينة المرأة، ولكن سذاجتها في طرح هكذا موضوع وعلى نحو مبسط،
تبعث على الدهشة. فعقد من الزمن او يزيد قليلاً، كان كافياً لان تخبو شعلة
ذهنها المتألقة التي تجمع المواضيع من اطرافها الفكرية
المنوعة لتطلقها في مسار محكم الدقة يدهش القارئ برحابة طرحه وجرأته.
لعل نازك كانت ضحية اعتمال التحولات في داخلها،
فالتوتر في علاقاتها مع العالم كان ينطوي على تذبذبات حادة لم تكن تقوى عليها.
ومع انها من عائلة مثقفة، ولم تتعرض الى ضغوط اجتماعية،
بل هي من بين الجيل الثاني من العراقيات اللواتي درسن في الغرب،
غير ان حدود حرية المرأة وحرية الشعر بقيت تتردد بين كر وفر
في دواخلها المضطربة التي ناءت بريادة على غير صعيد،
فكان مصيرها القهر والاحساس بالوحدة والاكتئاب،
أي مزاج فنان لايقوى على حمل صليبه طويلاً

http://elouarari.maktoobblog.com/457182/




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس