[فهد سعود الزهراني]

منقول هذا التوضيح ياخاطر ايضا



إذا جاءكم فاسق بنبأ ..

(ملحوظة: هذا الموضوع مكتوب هنا لاحتوائه على نصوص باللغة الإنجليزية وقد تفيد الترجمة من يهمّهم الأمر)


قرأت موضوع المكرونة الأندومي التي تصنع من العظام.
لا شكّ أنّ العنوان عنوان مثير وناجح إعلاميّا ولا بدّ أن يجذب نظر من يقرأه حتى ولو كان من غير المهتمين.

ولكن الموضوع كان واضحا من بدايته أنّه من المواضيع التي ينطبق عليها القول: إذا جاءكم فاسق بنبأ ..

فبداية الموضوع تقول: أشارت الأستاذة أمل عبد المجيد الخبيرة في الطب الطبيعي ؟؟ ومبلغ علمي أنّ الأساتذة لا يكونوا خبراء في الطب وهذه هي البداية، وهكذا نقول: أوّل القصيدة كفر !

فبماذا أشارت الأستاذة؟ أشارت إلى :

(((وأشارت إلى خطورة ما يسمى بالإندومي، هذا الطعام السام الذي يدخل فيه تركيبته الملح الصيني (اجني موتو) الذي يسبب تلفاً في خلايا المخ ويسبب سرطان الدماغ، ومع الأسف الشديد يكاد لا يخلو بيت من الاندومي القاتل)))

وهنا خرجت الأستاذة الخبيرة من الطب الطبيعي إلى الكيمياء الحيوية والطب الحيوي، وفي نفس الوقت قدّمت لائحة الإتّهام ولم تقدّم دليلا واحدا على صحّة الاتهامات المعلنة؟؟

عند أي شعب محترم وعند الناس التي تستخدم عقولها وليس (....) في التفكير قبل اتّخاذ القرار، سوف نجد مئات من الذين سيوجهون لها السؤال: وما هو الدليل على صحّة ادّعائك؟

ولكن في قبائل بني يعرب لا أحد يسأل، الكل يدخل ليؤيّد المعلومة ويشكر كاتب أو كاتبة الخبر ويلعنون الأيام السوداء والزمن وحسبهم الله ونعم الوكيل وهيّا يا عرب وأمجاد يا عرب أمجاد وقاطعوا تصحّوا ... الخ الخ.

ولأنني لا أعرف ما هو الأندومي فقد حاولت أن أبحث عنه فلم أنجح ولكنني حصلت على عدد لا أول له ولا آخر من المواقع العربية التي نشر فيها ذلك الموضوع المتخلف صورة طبق الأصل نصّا وحرفا، مما يعني أنّه إمّا أنّ نفس الشخص وضع الموضوع في كل هذه المواقع أو أنّ كل هذه المواقع بها أشخاص ينقلون من بعضهم نقلا أعمى دون محاولة التفكير فيما ينقلوه وهل هو مقنع أو معقول أم لا !!

الأستاذة المتخلّفة الخبيرة في الطب الطبيعي والذي لا علاقة له بالأغذية والكيمياء العضوية أو الحيوية، ذكرت مجموعة من الأمراض التي يتسبب فيها أكل الأندومي ؟ لن أكررها هنا فأنا لست متخلّفا مثلها.

ولكن ما شدّ انتباهي فعلا هو قولها:
(((إن الإندومى وبدون مبالغة عبارة عن سم يسرى في الجسد وبالذات في المخ، ولكن الصدمة بمعرفة الحقيقة المفجعة، وهي أن الإندومى يحتوى على مادةe621 وهى مكتوبة على ظهر الكيس وهذه المادة بعد البحث ظهرت أنها تسبب تسمم المخ لأنها أخطر محسنات الطعم على الإطلاق)))

ويبدو أنّ هذه المتخلّفة كانت تظن أن مكوّنات الطعام تكتب داخل الكيس وليس خارجه؟ وهي تعتبر أنّ الصدمة الموجعة هي وجود المضاف الغذائي e621 (والذي نعرفه باسمه الكيماوي وهو: جلوتامات أحادي الصوديوم) وهو ليس سمّا ولا زعافا كما أرادت المتخلّفة أن توحي لنا.

وليت هذه المتخلفة انتهت عند هذا الحدّ، بل أضافت كذلك طريقة إعداد هذا الأندومي، فماذا قالت؟
(((فهم يقومون بتجميع عظام الحيوانات الميتة ومن ثم تجفيفها جيدا لتوضع بعدها في مطاحن لكي تطحن جيدا بعد ذلك يقومون بإضافة المنكهات والمطيبات وتشكيلها على شكل المعكرونة وبعد ذلك تأتي إلينا كما نراها ونحن نقدمها ونجعلها الوجبة الرئيسية للعشاء لفلذات أكبادنا ونستغرب عندما نراهم لا ينامون ونراهم في المنزل يجرون ويصرخون ويقلبون البيت وتظهر منهم مشاغبات ليس لها حد)))

وهكذا اطّلعت على طريقة التصنيع وعلمت أنّها تصنع من عظام الحيوانات الميتة؟ هل هذا كلام معقول ؟ مكرونة تصنع من العظام ؟

وبالرغم من أنني أعلم أنّ العظم لا يمكن تحويله لعجينة غذائية إلا بعمليات تحويلية تجعل سعر المكرونة باهظا ويكون الدقيق أرخص بكثير في هذه الحالة، إلاّ أنني سأفترض صحّة ذلك جدلا، فكيف أكل العرب هذه المكرونة وما زالوا يأكلونها دون أن يشعروا بغرابة الطعم؟ ثم كيف لم يصابوا بإمساك مزمن نتيجة لأكل هذه الكميات الضخمة من العظام؟

إنّ الكلاب التي من صفاتها أكل العظام أصلا، تصاب بالإمساك الحاد إذا أكلت عظاما فقط دون لحوم أو خبز ؟

أم ترى أنّ المرض أصاب الجزء الخطأ في أجسامهم فتسبب في إصابتهم بالإمساك عن الفهم واستخدام المخ؟ أم أنّ هذا هو ماكانت أستاذة الطب الطبيعي تعنيه عندما قالت: (((أنها تسبب أمراضا عصبية تابعة لتلف خلايا المخ)))

سأكتفي بهذا القدر من التعليق على التخلّف والمتخلّفين
وسأقول لكم ما يجهله كلّ هؤلاء

بعد أن أوضحت سنيورة في ردّها أن الإسم اسم تجاري فكّرت قليلا ورأيت أنّ الاسم لابد وأن يكون أجنبي وتمّ تعريبه فلا يوجد شيئ في المكرونة اسمه مكرونة أندومي
وهكذا توصّلت إلى أنّ الإسم هو Indomie وهذا اسم مركّب يتكوّن من Indo و mie - وإندو هو اختصار عالمي لكل ما هو هندي أو متعلّق بالقارة الهندية
أمّا "مي" فهو اسم المكرونة الصينية الرفيعة الشبيهة بالاسباجيتي والتي هي في الحقيقة أصل الاسباجيتي فهي كانت موجودة في الصين ومعروفة من قبل وصول الرحالة الإيطالي ماركو بولو إليها وهو الذي نقل الـ "مي" إلى إيطاليا وهناك سمّوه سباجيتي (لأنه يلتف حول بعضه).

وقد قام بعض المستثمرين الإندونيسيين بإنشاء شركة لتصنيع الأغذية الخفيفة المعدّة من "مي" فقط، ولهذا سمّوها "إندو مي" وهو اختصار إندونيسيا + كلمة "مي"، أي يمكن القول بأنّها "المكرونة الإندونيسية".
ولأنّ العرب أصبحوا جهلاء في كلّ شيئ وأوّل شيئ هو لغتهم العربية، فهم لم يعودوا قادرين على كتابة الأسماء العربية بالطريقة الصحيحة. وهكذا أصبح اسم المكرونة الإندونيسية "أندومي" وليس "إندومي" ؟
نعم أعرف أنّ البعض سيقول وما هذه الفذلكة وما الفرق بين هذا وذاك؟ وأنا أقول نعم هنا فرق ولكنّه فرق لا يعرفه إلا من يفهموا في اللغة.

إذن نحن أمام فضيحة بكلّ المقاييس، فإندونيسيا دولة مسلمة والمصنع أصحابه مسلمين ولا ينتجوا إلا صنف واحد محدد هو هذه المكرونة ومع ذلك وصفتهم الأستاذة الخبيرة في الطب الطبيعي بصفات هم أبعد ما يكونوا عنها!

وقد قمت بالبحث عن هذا المنتج لأعرف مكوناته ومن ماذا يصنع ! فوجدت التالي:

المكرونة تتكون من:

Wheat flour (62%), refined palm oil (contains antioxidant 319), tapioca starch, salt, mineral salts (501, 500), vegetable gum (412), colour (101)

أي:
دقيق قمح 62%، زيت نخيل مكرّر (يحتوي على مضادّ للأكسدة)، نشاء التابيوكا، ملح، أملاح معدنية (500 و 501 ) صمغ خضر (412)، لون (101).

وبودرة التتبيل (البودرة المحسنّة للمذاق) تتكون من:

Salt, sugar, flavour enhancers (monosodium glutamate|621, 631, 627), garlic powder, onion powder, yeast extract, flavours, pepper, anti caking agent (551).

أي:
ملح، سكّر، محسّن للنكهة (جلوتامات أحادي الصوديوم 621، 627، 631)، ثوم مسحوق، بصل مسحوق، خلاصة الخميرة، زيت تتبيل.


وزيت التتبيل يتكوّن من:

Refined palm oil (contains antioxidant 319), onion, tocopherol.
زيت نخيل مكرّر (يحتوي على مضاد الأكسدة 319) و بصل وتوكوفيرول.

وصوص الصويا الحلو يتكون من:

Sugar, water, salt, wheat, soy bean, spices, sesame oil.

أي: سكر، ماء، ملح، دقيق، حبوب الصويا، توابل، زيت السمسم.

وبودرة الشيلي (توابل) تتكون من:

Dry powdered chilli.

أي: شيلي مجفف ومسحوق

كما علمت أنّ المنتج مصنّف حلال من السلطات المعنية في إندونيسيا.

وهذا المنتج متوفّر في جميع دول العالم بما فيها كل دول أوروبا وأمريكا.
وأنا أؤكّد على هذه الدول بالذات لأنها لا تعترف بأحد ولا بمكّة ولا بالقدس ولا يعنيها من صاحب المصنع ولا من المستورد، وإذا لم يكن المنتج المستورد مطابقا لأعلى مواصفات الأغذية المستورة فلن تسمح هذه الدول بدخوله.
ودخوله فيها معناه أنّه سليم وعلي الأقل مطابق للمواصفات الأوروبية والأمريكية.

بل الأدهى والألعن أنني وجدت في موقع الشركة المنتجة نفسها تحذيرا من أكل هذا المنتج الذي قد يضر بعض الناس

Indomie Mi Goreng contains phenylalanine, so individuals suffering from phenylketonuria should avoid the seasoning. Indomie Mi Goreng also contains Monosodium glutamate (MSG : listed as flavour enhancer 621), making it unsuitable for some individuals with "severe, poorly controlled asthma".[2] Additionally flavour enhancer 631 is derived from either meat or sardines and flavour enhancer 627 is derived from either sardines or yeast extract. The inclusion of flavour enhancer 631 effectively makes Indomine Mi goreng unsuitable for vegetarians and vegans.[3] The inclusion of Monosodium glutamate has generated some controversy, as it is well know that high levels of intake can lead to colon and other forms of cancer.[citation needed]

والخلاصة هي أنّ الناس الذين يعانون من مرض زيادة الكيتون في البول عليهم ألا يستخدموا بودرة التتبيل المرفقة، كما أن وجود جلوتامات أحادي الصوديوم يعني أنّه غير مناسب للمصابين بالربو الحاد كما أنّ وجود بعض الزيوت الحيوانية مثل زيت السردين أو خلاصة الخميرة يجعل الوجبة غير مناسبة للنباتيين (الى هذا الحد يدققوا في الشرح)، كما أنّ هناك خلاف حول موضوع جلوتامات أحادي الصوديوم حيث يمكن أن يتسبب في سرطان القولون وغيره من السرطانات وهذه النقطة تحتاج إلى مصدر علمي لتأكيد صحّتها لأنها لم تثبت حتّى الآن.

هذا ما يقوله الذين يفهمون .. أمّا أستاذة الطبّ الطبيعي، فأنصحها بأن تستأجر لنفسها قفص في حديقة الحيوان، فقد تكسب أكثر مما تكسبه من هذا التهريج

وختاما أقول: إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا
والأفضل أن تتعلّموا حتّى تبحثوا الأمور بأنفسكم