رد: من أصداف وظرائف العرب
الملك الشاب
ذكر المفضل وغيره أن سليمان بن عبد الملك لبس في يوم جمعة حلة خضراء , وأعتم بعمامة
خضراء , وجلس على فراش أخضر , وبسط ما حوله بالخضرة , ثم نظر في المرآة وكان جميلاً
فأعجبه جماله فشمر عن ذراعيه وقال : كان فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا,
وكان أبو بكر رضي الله عنه صديقاً , وكان عمر رضي الله عنه فاروقا, وكان عثمان رضي الله عنه حييا
وكان علي رضي الله عنه شجاعا , وكان معاوية رضي الله عنه حليما , وكان يزيد
صبورا , وكان عبد الملك سائسا , وكان الوليد جباراً , وأنا الملك الشاب
ثم خرج لصلاة الجمعة فوجد حظية له في صحن الدار فأنشدته هذه الأبيات :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب ....عابه الناس غير أنك فاني
فلما فرغ من الصلاة ودخل داره , قال لتلك الحظية : ما قلت لي في صحن الدار وأنا خارج؟
قالت : ماقلت لك شيئاً أو لا رأيتك , وأنى لي بالخروج إلى صحن الدار , فقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون , نُعيت إلى نفسي , فما دارت عليه جمعة حتى مات
.......................
حرمة المصحف
حكى الماوردي في كتابه "أدب الدين والدنيا " أن الوليد بن يزيد بن عبدالملك تفاءل يوما في المصحف
فخرج له قوله تعالى ( واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيد) فمزق المصحف وأنشاء يقول :
أتوعد كل جبار عنيد .. فها أنا ذا جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر .. فقل يارب مزقني الوليد
فلم يلبث إلا أياما يسيرة حتى قُتل شر قتله , وصلب رأسه على قصره ثم على أعلى سور بلده
|