أُمُّ للأمير
تراهن رجلان على ألف درهم لو سأل أحدهما
عمرو بن العاص عن أمه وهو على المنبر
قال له أحدهما وهو يخطب : من أمك أيها الأمير ؟
فقال : سلمى بنت حرمل , تلقب بالنابغة من عنزه
أصابتها رماح العرب وبيعت بعكاظ فاشتراها
الفاكهة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم
ثم اشتراه منه عبدالله بن جدعان , وصارت إلى العاص بن وائل
فولدت وأنجبت , وإن كانوا جعلوا لك جعلاً على ذلك
فخذه ثم مضى في خطبته
*******************
قصة هند بنت النعمان مع الحجاج
كانت هند بنت النعمان احسن نساء زمانها فوصف حسنها للحجاج وجمالها فخطبها وبذل مالا كثيرا وتزوج بها وكتب علي نفسة بعد الصداق مائتي الف درهم فلما دخل بها مكث معها مدة طويلة ثم دخل عليها في بعض الايام وهي تنظر ووجهها في المراة وتقول
وما هند الا مهرة عربية ...سليلة افراس تحللها بغل
فأن ولدت فحلا فلله درها ...وان ولدت بغلا فجاء به البغل
فلما سمع الحجاج ذلك انصرف راجعا ولم يدخل عليها ولم تكن علمت به فأراد الحجاج طلاقها فبعث البها عبدالله بن طاهر يطلقها فدخل عبدالله بن طاهر عليها وقال لها يقول لك الحجاج ابو محمد ان لك عليه باقي الصداق مائتي الف درهم وهي هذه حضرت معي وقد وكلني في الطلاق فقالت اعلم ابن طاهر اننا كنا معه والله ما فرحت به يوما قط وان تفرقنا والله لا اندم عليه ابدا وهذه المائتا الف درهم لك هدية بشارة بخلاصي من كلب بني ثقيف ثم بعد ذلك بلغ الملك عبدالملك بن مروان خبرها ووصف له حسنها وجمالها فارسل اليه يخطبها .
فأرسلت كتابا تقول فيه ( بعد الثناء على الله والصلاة علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم اما بعد , فأعلم يا امير المؤمنين ان الكلب ولغ في الاناء )) فلما قرأ كتابها عبد الملك بن مروان ضحك من قولها وكتب اليها قوله صلي الله علية وسلم ( اذا ولغ الكلب في اناء احدكم فليغسلة سبعا احداهن بالتراب)) وقال اغسلي القذي عن محل االاستعمال فلما قرأت كتابه لم يمكنها المخالفة وكتبت اليه تقول (( بعد الثناء علي الله والصلاة علي سيدنا محمد صلي الله علية وسلم اني لا اجري العقد الا بشرط فان قلت ما الشرط ؟ اقول ان يقود الحجاج محملي الي بلدك التي انت فيها ويكون حافيا بملبوسه الذي هو لابسه؟)) فلما قرأ عبد الملك بن مروان الرسالة وافق علي ذلك وارسل الي الحجاج يأمره بهذا فلم يستطع الحجاج الرفض وذهب الي بيت هند بنت النعمان وطلب منها أن تتجهز ففعلت هذا فلما ركبت المحمل وركب حولها جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدم واخذ بزمام البعير يقوده وسار بها !!فصارت تسخر منه وتضحك عليه مع بلانتها وجواريها ثم قالت لبلانتها اكشفي لي ستارة المحمل فكشفتها حتي قابل وجهها وجهه فضحكت عليه فأنشد هذا البيت
فأن تضحكي يا هند رب ليلة...تركتك فيها تسهرين نواحا
فأجابته بهذا البيتين
وما نبالي اذا ارواحنا سلمت... مما فقدناه من مال ومن نسب!
المال مكتسب والعز مرتجع... اذا اشتفي المرء من داء ومن عطب
ولم تزل تضحك وتذهب وتلعب الي ان قربت من بلد الخليفة فلما وصلت الي البلد رمت من يدها دينار علي الارض وقالت له يا جمال انه سقط منا درهم ! فنظر الحجاج الي الارض فلم يرى الا دينار فقال لها هذا دينار , فقالت بل هو درهم , فقال لها بل هو دينار فقالت الحمد الله الذي عوضنا بالدرهم دينارا فناولنا اياه فخجل الحجاج من ذلك , ثم انه اوصلها الي قصر عبد الملك بن مروان ودخلت عليه
</B></I>
****************
للموضوع بقيه