الموضوع: وحي الالم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-12-2007, 02:21 PM
عدنان بن راشد عدنان بن راشد غير متواجد حالياً
 






عدنان بن راشد is on a distinguished road
افتراضي وحي الالم

[align=right]يا قارئي أنت صديقي ! ، فدعني ارق بين يديك هذه العبرات الباقية.

كنت في طريقِ الحياة كالشاردِ الهيمان، انشد الراحة ولا أجد الظل ، وأفيض المحبة ولا أجد الحبيب ، والبس الناس ولا أجد الأنس ، واكسب المال ولا أجد السعادة ، وأعالج العيش ولا أدرك الغاية ..

كنت كالصوت الأصم لايرجعه صدى ، وكالروح الحائر لايقره هدى ، وكالمعنى المبهم لا يحدده خاطر .

ما كتب بعاليه هو من روائع أديب هذا العصر أبي رجاء احمد بن حسن الزيات – برد الله مضجعه - ، نقلته من مقاله الرثائي الحزين المبكي في ابنه رجاء .

وقد أوردته هنا لأقول لكم إن حالي كانت هكذا , حياة ليس لها معنى وجسد كالتمثال أسير في طرقات الحياة بلا هدف , حياة بائسة ألقت علينا بسيل من الوجد والحزن , مع أنني لا أعرف سر هذا الحزن الذي يستوطن في أعماق فؤادي , حتى وان كنت في ساعة فرح شديدة إلا أن للحزن انتشارا أوسع في أعماقي , لا أجد في ساعات الأنس ولحظات التنادر إلا ضحكات تخرج من صدر كظيم تنبئ عن حياة مليئة بالبؤس والتعاسة ..

حقا إنها مفارقات غريبة , كائن حي وميت في وقت واحد , حتى عقارب الساعة التي تهوي بصوتها على مسمعي الآن توحي بوحي من الألم

اتجهت لاطل من نافذة غرفتي أخذت عيناي تجولان في تقاسيم هذا الليل الأدهم فراق لي أن أناجيه

أيها الليل......

كم فيك من حزين لبس ثوب الحزن وألبسته بسوادك ثوب الثكالى وكم فيك من عاشق محروم من الود والودود وكم فيك من مظلوم ومأسور ومكروب

لي فيك ياليل آهات ارددها أواه لو أجدت المحزون أواه

في ثوب ذلك الليل تفتحت أزاهير النجوم, وعلى مرأى من عيني وفي آخر الحي على مايبدو مظاهر فرح أسمع أصوات غناء وطرب وبيت يزهو بالأنوار والزينة انه حفل زفاف لان زغاريد النساء تملا الحي وأصوات ( الطقاقات ) النشاز اسمعه جيدا .... إنهن يقلن ....

دامه معي كل القرايب فانا حي بالروح أضمه يوم قلبي ضنينه

ياصاحبي لاتنشد الروح عن شي أنا وليفي نور كل المدينة

كلمات سخيفات أخذن يلحنها بلحن مزعج و بأصوات نشاز يتمايل معها مجموعة غارقة في اللذة والغفلة ..

هنا فقد امتزجت أنات الحزن ولحظات الفرح وتراتيل الأمل ووحي الألم

يقول عبدا لعزيز جويده :

انأ الحزن الذي يمتد كالدنيا بلا آخر

أنا المطعون في قلبي

أنا المجروح في حبي

أنا المتعذب الأمر

أنا المتألم الساخر

أنا من تسكن الأحزان في قلمي

أنا يمتصني ألمي

لأكتب هذه الأبيات أنشئها من العدم

أطفئت أنوار الفرح وتلاشت زغاريد النساء معلنا عودتي إلى دفتر ذكرياتي وموطن آلامي لأخفي ماكتبته في مخزن حياتي وبواطن أسراري .



دام لنا وجودكم[/align]