وعليكم السلام .. وعوداً حميداً أختنا الكريمة نسيم
فكرة موضوعك رائعة وفريدة وليس بغريب عليك فأنت دوماً سباقة للتميز والإبتكار
مما يحضرني من ذكريات تتعلق بطقوس الأكل والشراب في شهر رمضان أنّي في صغري كنت أشاهد قمر الدين لدى بعض الجيران وأستغرب كيف لأحد أن يتناول مشروباً أساسه بذلك الشكل ( كالدبس المضغوط )

خاصة في هيئته المعلبة المغلفة وكنت أمقت رائحته وحتى طعمه ( والحمد لله على النعمه ) وارتبط ذلك بذاكرتي حتى اليوم فما إن أشاهد قمر الدين في السوبر ما ركت حتى أصد عنه صدوداً وكمن رأى شبحاً أرهبه وأمانع شراء الأهل له ما لم يقدموا على ذلك في غفلةٍ مني
ـ عن الوجبات فأنا بطبعي قلبل الأكل ولحدٍ لا يمكن تصوره لدرجة أن والديّ أطال الله في عمرهما لا يزالان حتى اليوم يشفقان عليّ وكثيراً ما يلحون عليّ مع كل وجبة سواء في زيارتي للديرة أو زياراتهم لي أو لقائي بهما لدى إخواني في جدة والطائف لأستزيد من الأكل أو لأكل نوعٍ قد لا أستطيبه ، ومن ذلك ضجرهم وغضبهم في مواسم رمضان تحديداً حيث درج الغالبية من الأسر على تقسيم طعام الإفطار إلى وجبتين ( خفيفة ) بعد صلاة المغرب ( وثقيلة ) كالشربة والإيدامات والمكرونات والمحاشي وغيرها بعد التراويح وكنت ممن لا يعترف بهذا العرف وأثقل ما علي حين مناداتي لتناول مثل هذه الوجبة وأتهرب منها بما ملكت من حيِل ، كان ذلك في صغري ولا يزال حتى اليوم
فقط قليل من الإفطار وعليييييييييييييييييييييها إلى السحور
أخيراً .. أعاني من طبع عجيب غريب حّير العائلة وأصدقائي ومعارفي جميعهم .. فأنا لا آكل
الكزبرة ولا البقدونس ولا الثوم ولا الليمون ولا تقبلها نفسي على زاد ، ولا أشرب الشاي
بالنعناع ولا بالحبق 
، وبالطبع يتبع كل هذه الأنواع كل شبيه بها وذو نكهة معطرة ، وتجدون للأهل سلطات خاصة ولي سلطة خاصة ، ولهم شايٌ خاص ولي شايٌ خاص
وحين بدأت أنقد نفسي حاولت معرفة السبب واستجمعت قوى ذاكرتي لمعرفة السبب فتذكرت أني في صغري وفي يوم عيد تلقيت من أحد كبار القرية من الجيران أو إحدى كبار السن بها ( أمهاتنا بحسب ما كنا نناديهن ) " نسيت " حلوى حلقوم ( شمعدان ) وكانت منتهية الصلاحية على ما يبدو وتسببت لي في إرجاع للأكل واستفراغ آلمني ، والشمعدان بطبعه ذو نكهة معطرة ، ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أقبل كل ما ذكرت أعلاه ، ولا استسيغها إلا مكرهاً في ضيافة أحد أو لانعدام بديل .
قد أكون شطحت قليلاً ( ولوّعت كبودكم " ع قولة الكويتيين " مع هذا الرمضاني ) وأعتذر عن ذلك
لكن تحملونا وعتبكم مقبول لكني سأحيله ( مخلياً نفسي من المسؤولية ) على الأخت نسيم من استحلبت ماضينا وذكرياتنا الأليمة والجميلة رغماً عنا

فأخرجنا لكم نتاج عصارة الذاكرة
وغيرها ... هههه

ههههه
أعطر تحية