[براااق الحـــازم]

.


يسعد قلبك يا نسيم .. وكل عام وانت بخير ..

شوفي يا ست الحبايب, الذكريات والله مالها اول ولا اخر, وماني عارف وش اكتب وش اخلي... اول صلاة تراويح كانت لي مع ابويه في الحرم.. او مرة أمي تسوي سمبوسه وناكلها ... اول مرة ابيع بليلة في الحارة... او مرة اكل تونه وانا صايم.. اول مرة نلعب مع عيال وبنات الشروق شرعة (طيرهـ) *.

لكن رح احكي عن اول مرة صمت رمضان بالديرة وكان وقتها عمري 12 سنة.

كنت ملتصق بجدي الله يرحمه... وكان رجل اسطوري بالنسبة لي في ذلك الوقت جسم وهيبة وحسن كلام... وكمان هو كبير القرية او العريفه. طبعا كل شيء كنت اسويه امام جدي خطاء ابتداء بالكلام المكسر الى طريقة الاكل.

1402 هـ جدي كان يسكن في بيت حجر على عكس باقي افراد العائلة اللي تسكن بيت مسلح طبعا على قلها في القرية.. الكهرب لم يدخل بعد الى المنازل.. كان هناك ماطور يشتغل الى الساعة التاسعة مساء ويـُطفاء.. كل شيء اشوفه واعيشه في بيت جدي مبهر وجديد..
طعم الخبزة لازال في حلقي الى اليوم رائحة السمن والعسل واللبن.. لم تفارق لساني من تلك الليلة..

رآني جدي اسحب اللقمة في طاسة السمن والعسل وكان في طبعه رحمه الله بعض الحدة والجدية.. فما كان منه الا ان أمسك يدي بقوة وغمس يدي مع اللقمة في طاسة العسل والسمن حتي تشبعت اللقمة بالكامل وامرني ان ارفعه مباشرة الى فمي دون ان اخفف منما علق بها من عسل, وكأني اول مرة اكل في حياتي.. [mark=#eeff00]امنت ان هناك اشياء لا نقتنع بها الا بالإكراه, لانها تخالف طبائعنا, لكن سرعان ما نكتشف ان بعض طبائعنا غير صالحة لبقائنا احياء فضلا عن محاولتنا فهما.[/mark]

كانت تلك الليالي التي كنت انامها في بيت جدي حافلة بالخواطر والغربة عن اهلي.. لكنها تربية سايرت شخصيتي حتى الان رغم قصر المدة التي جلستها هناك.



.

الف شكر على الدعوة.



.
ـــــــــ

* كانت بعض العوايل من اهل نجد تصوم رمضان في مكه وقبل العيد يسافرون ـ وكنا نسميهم الشروق ـ وكان اغلب عيالهم وبناتهم حلوين ـ بيض وفيهم شقار غريب علينا ـ اما احنا مستوين من شمس مكه الله وحالتنا حاله في ذيك الايام.

.