الموضوع: هل أنا إلا بشر؟
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-08-2011, 06:26 PM
الصورة الرمزية سعد الحبيطه
سعد الحبيطه سعد الحبيطه غير متواجد حالياً
اداري
 






سعد الحبيطه is on a distinguished road
افتراضي هل أنا إلا بشر؟

هل أنا إلا بشر؟

أ.د. محمود نديم نحاس

قرأت مقالاً عنوانه: (الزوج المثالي) ذكر كاتبه أن الزوج المثالي هو المتدين، الرومانسي، النظيف، الحساس، الأنيق، الذكي، المرح، المتسامح، الصادق، الوفي، المخلص، المحافظ على مشاعرها، الغيور، الشهم، ذو الأخلاق الرفيعة، الرحيم، الودود، العاطفي، الذي يلعب دور الأب والأخ والصديق والحبيب والعشيق، الذي يكون تاجاً على رأس زوجته، المتفهم، المثقف، الواعي، الذي يشاركها في اتخاذ القرارات، اللبق، المستمع الجيد، الذي تعشق زوجته الحوار معه دون ملل، الغني، الذي يلبي كل احتياجاتها المادية والنفسية والمعنوية، المحب للتسوق، الذي تجد عنده العون والسند والحماية، الذي يجعلها أغلى شخص في حياته، ويعطيها تقديرها واحترامها، ويجعل حياتها جنة، السيد في قومه، الرئيس في عمله، المبدع، القوي، الشجاع، المتحمل، القادر، المؤهل، المحترم... الخ.

ثم يتساءل صاحب المقال هل ما تتمناه الزوجات من تلك الصفات طلبات غير مشروعة؟! لكنه نسي أن يذكر لنا ما هي الصفات التي تتوفر فيه هو. ومن المؤكد أننا لو سألنا الأزواج عن الزوجة المثالية لوجدنا قائمة من الصفات أضعاف هذه متضمنة جمال الشكل ولون العينين... الخ.

ليس هناك حدود للصعود للأعلى والتحلي بأكبر قدر ممكن من الصفات الحسنة والمواصفات الممتازة، لكننا في النهاية بشر ولسنا ملائكة، ولا يعني هذا عدم مجاهدة النفس للوصول إلى درجات أعلى. ومن يعمل مثلي في التدريس يعلم أنه من النادر أن يجد طالباً يحصل على درجة كاملة في كل مواده في كل اختباراته في كل سني دراسته. وأنظمة التعليم جعلت هناك درجة للنجاح، خمسين بالمائة أو ستين بالمائة، من يحصل عليها ينجح، لكننا نشجعه على ألا تكون درجة حافة النجاح هدفه، لأن الوقوف على الحافة ليس مأموناً دوماً، فقد ينزلق الإنسان إلى أسفل، والويل للمرء إن زلت به قدم.

ورغم أني لا أحب المفاضلة بين الصحابة رضي الله عنهم لكن هذا الحديث الصحيح (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت. ألا وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) يظهر عدم بلوغ الكمال في كل الصفات.

إن المدرس الذي يتوقع من طلابه جميعا أن يحصلوا على الدرجة الكاملة سيصاب بالإحباط، لكنه إن طامن من توقعاته وتوقع نجاحهم، فسيكون مسروراً عندما يرى درجاتهم أعلى مما توقع. ومثل ذلك في الزواج، فمن يتوقع الكمال سيُصدم بالواقع، لكن من توقع درجة النجاح في كل صفة سيسعد عندما يجد أكثر مما توقع. في الحديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم) فمن لم يجتنب فقد رسب، ومن قام بالأوامر يرتقي حسب استطاعته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
سبــحان الله وبحـمده سبحــان الله العظيـم



أخر مواضيعي
رد مع اقتباس